أثير فى الأيام القليلة الماضية وقبل رمضان مباشرة الكثير من التساؤلات عن الصيام، واتهمه البعض بأنه ضار على الصحة، بل وصل الامر للاستشهاد ببعض الأبحاث.
أكد الدكتور خالد مصيلحى أستاذ ورئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية أن جميع الأبحاث المنشورة عن خطورة الصيام منشوره تحت اسم "starving" وهى طرق من التغذية أو الصيام لتخليص الجسم من السموم، تعتمد على التجويع وليس الصيام الإسلامى، وأن هذا النوع من الصيام يعتمد على منع الأكل لعدة أيام وليس لساعات، ومن هنا جاء المفهوم الخاطئ لهذه الأبحاث.
وقال الدكتور مصيلحى إن جميع هذه الأبحاث لا تمت لصيام رمضان بصلة، والذى لا يزيد عدد ساعات الصيام فيه عن 16 ساعة ولا يستخدم الجسم سوى مخزون الجلوكوز ثم الدهون كمصدر للطاقة.
وأشار الدكتور مصيلحى أن الصيام الذى يستمر فيه الامتناع عن الطعام لعدة أيام فإنه بعد مرور 24 ساعة صيام يضطر الجسم لاستهلاك البروتينات الموجودة فى العضلات كمصدر للطاقة، بعد نفاد مخزون الجلوكوز والدهون، ومن هنا تكمن الخطورة فيصاب الجسم بوهن فى العضلات وضعف لخلاياه، وتضعف معه المناعة، وهذا استحالة أن يحدث فى صيام الـ16 ساعة لأن بعد هذه الساعات يتناول المسلم طعام الإفطار ويجدد مخزونه من الجلوكوز والدهون دون الاقتراب لمخزون البروتينات.
وأوضح أن هناك عادات سيئة تسبب مشاكل صحية أثناء الصيام والصيام برىء منها، لكن هذه العادات هى المتهم الأول فيها ولتجنب هذه العادات السيئة، ولكى نستفيد صحيا من الصيام فعلينا اتباع النصائح التالية :
أولا: تجنب الأطعمة الدسمة المحتوية على نسب عالية من الدهون فقد أثبتت الأبحاث أن الصيام مفيد لمرضى ضغط الدم المرتفع والسمنة فهو يحرق الدهون والكولسترول المتراكم فى الجسم، ولكننا نهدم كل هذه الفوائد بالإكثار من الأطعمه الدسمة والدهنية والحلويات أثناء الإفطار، وخلال عدد قليل جدا من الساعات فى الفترة بين المغرب والفجر مما قد يصيب أصحاب هذه الأمراض بتدهور بسبب الإفراط فى الدهون وليس الصيام.
ثانيا: عدم الإفراط فى تناول كميات كبيرة من الطعام بعد الإفطار مباشرة، بالرغم من أن فترة الصيام تعتبر فترة مثالية لتخليص الجسم من الدهون والسموم المتراكمة، ولكن الإفراط فى الأكل أثناء الإفطار قد يسبب عبئا على الكبد، لأنه بعد راحة من السموم خلال 16 ساعة صيام يفاجأ الكبد بكميات هائلة من الدهون والسموم بسبب الأطعمة الدسمة، مما يؤدى إلى حدوث خلل بالكبد والسبب هنا ليس الصيام ولكن الإفراط فى الطعام.
ثالثا: تناول طبق صغير من الشوربة الدافئة بدلا من المشروبات المثلجة لتنبيه الجهاز الهضمى بعد الصيام ثم الذهاب لصلاة المغرب ثم العودة لتناول القليل من السكريات متمثلا فى التمر، ثم تناول السلطة الخضراء لتعويض المياه الضرورية للهضم ثم تناول بقية الوجبة بدون ملء المعدة.
رابعا: مارس الرياضة بعد الإفطار بساعتين موضحا أن ممارسة الرياضة الخفيفة تعطى للجسم الفرصة للتخلص من وجبة الإفطار قبل ملاحقته بالحلويات الدسمة وأفضل رياضة خفيفة فى الشهر الكريم هى صلاة التراويح فبعد الصلاة يمكن تناول القليل من الحلويات، ويفضل استبدال الحلويات الشرقية بالفاكهة لتعويض المعادن والأملاح الضرورية للجسم.
خامسا: احرص على تناول المياه والسوائل لتعويض الجسم على ما فقده خلال الصيام علينا موضحا أنه يمكن تناول العصائر الطازجة والخروب والدوم ونتأكد أننا تناولنا على الأقل 4 لترات من المياه خلال ساعات الإفطار لتعويض جفاف الجسم والخلايا أثناء الصيام.
سادسا: الإقلال من الشاى والقهوة والمنبهات لأنها مدرة للبول وتزيد من جفاف الجسم.
سابعا: تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة أثناء الصيام حتى لا يتعرض الجسم للجفاف وضربات الشمس.
ثامنا: احرص على وجبة السحور ولابد أن يحتوى على غذاء متوازن من الدهون والكربوهيدرات والبروتينات لأنك بالسحور تملأ خزان الطاقة الضرورية أثناء ساعات الصيام.
تاسعا: احذر المقليات والأطعمة الدسمة فى السحور لأنها تسبب عبئا على الجهاز الهضمى خاصة أن وجبة السحور تكون قبل النوم ويفضل تناولها قبل النوم على الأقل بساعتين حتى لا تسبب التهابات وحموضة وارتجاع بالمرىء أثناء ساعات النوم، ويعتبر طبق الجبن القريش بالطماطم والخيار والقليل من زيت الزيتون من الأطعمة المثالية فى السحور وتعتبر وجبه غذائية كاملة.
وأكد الدكتور مصيلحى أن الصيام برىء من كل المشاكل الصحية، ولكن عاداتنا وتقاليدنا السيئة هى المتهم الأول كما أن الصيام لا يسبب تفاقم للأمراض المزمنة.