عقدت منظمة الصحة العالمية مؤتمرا صحفيا، اليوم الخميس، حول لبنان وأفغانستان، مع التركيز على الوضع الصحى والإنسانى فى البلدين، من واقع زيارة كل من الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، والدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لشرق المتوسط.
تحدث بالمؤتمر كل من: الدكتور ريتشارد برينان ، مدير الطوارئ الصحية الإقليمي، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط،والدكتورة إيمان الشنقيطي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان، و الدكتور لو دابنج، ممثل منظمة الصحة العالمية في أفغانستان.
وأكد الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس فور زيارته لأفغانستان، أكملنا مؤخرًا مهمة رفيعة المستوى إلى كابول، أفغانستان، حيث التقينا مع كبار أعضاء قيادة طالبان، وشركاء الأمم المتحدة، والعاملين فى مجال الرعاية الصحية والمرضى، وموظفى منظمة الصحة العالمية، حيث إن النظام الصحى فى أفغانستان على وشك الانهيار، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، تواجه البلاد كارثة إنسانية وشيكة، سمحت لنا زيارتنا بمشاهدة الاحتياجات العاجلة للشعب الأفغانى بشكل مباشر والالتقاء بأصحاب المصلحة لتحديد سبل زيادة استجابتنا الصحية بشكل عاجل.
وبناءً على مبادئ الأمم المتحدة للحياد والاستقلال، انخرطنا في حوار بناء لمعالجة الاختلافات وإيجاد حلول تسمح لنا بمواصلة عملنا المنقذ للحياة لملايين الأفغان الأبرياء المتضررين من عقود من الصراع.
وأضافا خلال زيارتنا، ركزنا على عدد من القضايا الصحية ذات الأولوية التى تحتاج إلى اهتمام فورى، فضلاً عن الحاجة إلى الاستثمار فى تحقيق أهداف التنمية على المدى الطويل.
وأدت التخفيضات فى دعم المانحين لأكبر مشروع صحى فى البلاد، إلى ترك آلاف المرافق الصحية بدون تمويل للإمدادات الطبية ورواتب الموظفين الصحيين، لقد خفضت العديد من هذه المرافق الآن العمليات أو أغلقت، ما أجبر مقدمى الخدمات الصحية على اتخاذ قرارات صعبة بشأن من ينقذ ومن سيموت، موضحين أن هذا الانهيار فى الخدمات الصحية له تأثير مضاعف على توافر الرعاية الصحية الأساسية، وكذلك على الاستجابة لحالات الطوارئ، والقضاء على شلل الأطفال، وجهود التطعيم ضد فيروس كورونا.
وتم بالفعل إغلاق 9 من أصل 37 مستشفى لفيروس كورونا، وانخفضت جميع جوانب الاستجابة للفيروس، بما فى ذلك المراقبة والاختبار والتطعيم، قبل أغسطس من هذا العام، وىتم تطعيم 2.2 مليون شخص ضد كورونا، وفى الأسابيع الأخيرة انخفضت معدلات التطعيم بسرعة بينما ظلت 1.8 مليون جرعة لقاح كورونا في البلاد غير مستخدمة، وهناك حاجة لاتخاذ إجراءات سريعة لاستخدام هذه الجرعات فى الأسابيع المقبلة والعمل على تحقيق هدف تطعيم ما لا يقل عن 20% من السكان بحلول نهاية العام بناءً على الأهداف الوطنية.
وقالا إن أفغانستان واحدة من بلدان العالم لا يزال شلل الأطفال متوطناً فيه، مع الإبلاغ عن حالة واحدة فقط من حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال هذا العام، مقارنة بـ 56 حالة في عام 2020 ، ولم يكن هناك وقت أفضل للقضاء على شلل الأطفال، ومع ذلك، سيكافح برنامج شلل الأطفال للاستجابة إذا بدأت البنية التحتية للتحصين الأساسية في الانهيار، كما أن تفشي مرض الحصبة آخذ فى الانتشار، مع عدم إعاقة الوصول إلى جميع المجتمعات، أصبحت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها على استعداد لبدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في جميع أنحاء البلاد وتضمين التطعيم ضد الحصبة وفيروس كورونا في حملة متكاملة.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية بشكل خاص على حاجة النساء إلى الحفاظ على فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية والقوى العاملة الصحية، مع وجود عدد أقل من المرافق الصحية العاملة وقلة العاملات الصحيات اللائى يذهبن إلى العمل، تتردد النساء فى طلب الرعاية. نحن ملتزمون بالعمل مع الشركاء للاستثمار في التثقيف الصحي للفتيات والنساء ، وكذلك مواصلة تدريب العاملات في مجال الصحة.
وتواصل منظمة الصحة العالمية أيضًا دعم برنامج شامل لعلاج الإصابات يشمل التدريب والإمدادات والمعدات لـ 130 مستشفى و67 بنكًا للدم.
ونعيد تأكيد التزام منظمة الصحة العالمية طويل الأمد بالنهوض بصحة جميع الأفغان ونذكر جميع أصحاب المصلحة بالتزاماتنا الجماعية اليوم وفي الأشهر والسنوات المقبلة.