يحتفل العالم اليوم العالمي للإيدز 2021، يوم 1 ديسمبر من كل عام تحت شعار "القضاء على أوجه عدم المساواة وسيلة للقضاء على الإيدز" حيث ما زال فيروس الإيدز يشكّل أحد أبرز مشاكل الصحة العامة، إذ أدى حتى الآن إلى وفاة نحو 36,3 مليون شخص على مستوى العالم.
أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المصابين بالفيروس بلغ 37,7 مليون شخص في نهاية عام 2020، ويعيش أكثر من ثلثي هؤلاء المصابين "25,4 مليون شخص" في أفريقيا.
لبلوغ الغايات العالمية الجديدة المقترحة التي وضعها برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، سيتعين علينا مضاعفة جهودنا المبذولة لتجنب السيناريو الأسوأ المتمثل في حدوث نصف مليون وفاة إضافية في أفريقيا جنوب الصحراء، وازدياد حالات العدوى الجديدة بالفيروس جراء تعطل الخدمات أثناء جائحة كورونا، وتباطؤ استجابة الصحة العامة للفيروس.
يستهدف فيروس العوز المناعي البشري "الايدز" جهاز مناعة الفرد ويضعف دفاعه ضد العديد من حالات العدوى، وبعض أنواع السرطان التي يمكن للأفراد المتمتعين بجهاز مناعة سليم أن يتصدوا لها، وبعد أن يدمّر الفيروس وظيفة الخلايا المناعية ويعطلها، تتناقص المناعة تدريجيا عند الأفراد المصابين بعدوى الفيروس.
وتتمثل المرحلة الأكثر تقدماً للإصابة بعدوى الفيروس في متلازمة العوز المناعي المكتسب (الأيدز) التي يمكن أن يستغرق تطورها عدة سنوات حسب كل فرد، إن لم تُعالج، ويُعرّف الأيدز بظهور أنواع معينة من السرطان أو العدوى أو سائر المظاهر السريرية الوخيمة المزمنة.
العلامات والأعراض الأولية لفيروس الإيدز
تختلف أعراض الفيروس باختلاف مرحلة العدوى، ورغم أن قدرة المتعايشين مع الفيروس على نقل العدوى غالبًا تكون على أشدها في الأشهر القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بالعدوى، فإن الكثيرين منهم لا يدركون إصابتهم بالعدوى حتى مراحل متأخرة، وقد لا تظهر في الأسابيع القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بعدوى الفيروس الأولية أي أعراض على المصاب أو قد تظهر عليه أعراض مشابهة للأنفلونزا، ومنها الحمى أو الصداع أو الطفح الجلدي أو التهاب الحلق.
ونظراً إلى أن عدوى الفيروس تضعف جهاز المناعة تدريجياً، فقد تظهر على المصابين علامات وأعراض أخرى، مثل تورم الغدد اللمفاوية وفقدان الوزن والحمى والإسهال والسعال. ومن دون علاج، قد تظهر عليهم أيضاً أمراض وخيمة مثل السل، والتهاب السحايا، والالتهابات البكتيرية الوخيمة، وبعض أنواع السرطان مثل الأورام اللمفاوية.
كيف ينتقل الإيدز
يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق سوائل جسم الشخص المصاب، مثل الدم وحليب الأم والمني والإفرازات المهبلية، ويمكن أن ينتقل الفيروس من الأم إلى طفلها أثناء الحمل والولادة، ولا تنتقل العدوى بالمخالطة اليومية الاعتيادية، مثل التقبيل أو العناق أو المصافحة أو تقاسم الأدوات الشخصية أو الطعام أو الماء.
وجدير بالذكر أن المصابين بعدوى الفيروس الذين يحصلون على علاج مضاد للفيروسات القهقرية والذين يكبت الفيروس لديهم لا ينقلون عدواه إلى شركائهم الأزواج ، ولذلك فإن الحصول المبكر على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية وعلى الدعم لمواصلة العلاج ينطوي على أهمية حاسمة، لا لتحسين صحة المصابين بالفيروس فحسب، بل لمنع نقله إلى الآخرين أيضاً.
عوامل الخطر
تشمل الممارسات والحالات التي تزيد من احتمال الإصابة بالفيروس ما يلي:
1. ممارسة الجنس دون حماية مع أشخاص مصابين..
2. تقاسم الإبر والمحاقن وسائر أدوات الحقن ، ومحاليل تحضير المخدّرات الملوّثة عند حقن المخدّرات.
3.الخضوع لعمليات حقن أو نقل دم أو زرع أنسجة غير مأمونة، أو لإجراءات طبية تنطوي على شقّ الجلد أو ثقبه دون تعقيم؛
4.التعرض لوخزات الإبر عرضاً، بما يشمل التعرض لها فيما بين العاملين الصحيين.
تشخيص المرض
يمكن تشخيص الإصابة بالفيروس بواسطة فحوص التشخيص السريع التي تظهر نتائجها في اليوم نفسه، وهذا ييسر كثيرا تشخيصها مبكراً وإحالة المصابين للعلاج والرعاية، وهناك اختبارات للكشف عن الفيروس تتيح للأشخاص إجراء الكشف بأنفسهم، بيد أنه لا يوجد اختبار واحد يعطي تشخيصاً كاملاً للفيروس، ولذلك يلزم اختبار تأكيدي يجريه عامل صحي أو مجتمعي مؤهل ومتمرس في مركز طبي مجتمعي أو عيادة، ويمكن الكشف عن عدوى الفيروس بدقة كبيرة باستعمال الاختبارات التي أقرّت المنظمة صلاحيتها مسبقاً في إطار استراتيجية اختبار معتمدة وطنياً.