تنتج النوبة القلبية عادةً عن سنوات من خيارات نمط الحياة الضارة التي تؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية، ولكن يؤكد الخبراء على ضرورة توخي الحذر خاصة خلال موسم الشتاء، حيث تزيد الأنفلونزا من خطر الإصابة بنوبة قلبية، وفقًا لتقرير موقع "إكسبريس".
تظهر الأبحاث أن خطر الإصابة بنوبة قلبية يمكن أن يزيد ستة أضعاف في غضون أسبوع من الإصابة بالأنفلونز، وهو مرض فيروسي معدي شائع ينتشر عن طريق السعال والعطس، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية البريطانية.
من جانبه، اقترح ستيفن كيسلر، الطبيب بكلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة، في وقت سابق أن ارتداء الأقنعة يمكن أن يساعد في السيطرة على تفشي الأنفلونزا في المستقبل، لكن البيانات المبكرة تشير إلى أن حالات الأنفلونزا قد تعود للارتفاع إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا وهو ما قد يشكل مخاطر صحية إضافية.
وأشار مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC): "من بين البالغين الذين دخلوا المستشفى مصابين بالأنفلونزا خلال مواسم الشتاء الأخيرة، كانت أمراض القلب واحدة من أكثر الحالات المزمنة (طويلة الأمد) شيوعًا، حيث إن نحو نصف البالغين الذين يدخلون المستشفى مصابين بالأنفلونزا يعانون من أمراض القلب".
وأظهرت الدراسات أن مرض الأنفلونزا مرتبط بزيادة حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن خطر الإصابة بنوبة قلبية كان أعلى بست مرات في غضون أسبوع من الإصابة بالأنفلونزا.
وكانت نتائج البحث، الممول من قبل المعهد الكندي للبحوث الصحية، أكثر وضوحًا بشأن الأشخاص الأكثر عُرضة لمضاعفات الأنفلونزا المتعلقة بأمراض القلب، وهم كبار السن وأولئك الذين تعرضوا من قبل لنوبة قلبية.
وتضع الأنفلونزا ضغطًا على القلب والأوعية الدموية من خلال إثارة الاستجابة الالتهابية في الجسم، والذى يحدث عندما تتكتل خلايا الدم البيضاء لمحاربة العدوى أو البكتيريا أو الفيروسات، هذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى تورم وألم في العضلات والغدد الليمفاوية في جميع أنحاء الجسم، وقد يسبب خطر أكبر لتخثر الدم، أو ارتفاع ضغط الدم، أو التورم والتندب في القلب.
علاوة على ذلك، يمكن أن تتمزق اللويحات داخل الشرايين، مما قد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية المؤدية إلى القلب والدماغ.
وتدعم الأبحاث الأخرى الارتباط بين الإنفلونزا والنوبات القلبية، مثل دراسة عام 2020 التي بحثت أكثر من 80 ألف بالغ في المستشفى مصابين بالأنفلونزا، وقد أظهرت النتائج أنه في البالغين الذين تم علاجهم بالأنفلونزا على مدى ثمانية مواسم، حدثت مضاعفات قلبية مفاجئة وخطيرة لدى واحد من كل ثمانية مرضى، أي ما يعادل حوالي 12 بالمائة من المرضى.
ويمكن أن يساعد لقاح الأنفلونزا في حماية الناس من الإصابة بمرض خطير من الأنفلونز، حيث ينصح بالحصول على اللقاح في الخريف أو أوائل الشتاء قبل أن تبدأ الأنفلونزا في الانتشار.