يظل الطعام والنظام الغذائي الصحي هو المفتاح للوقاية من الأمراض والعدوى وعيش حياة أفضل، خاصة تناول الأطعمة التي تفيد الميكروبيوم فى الأمعاء، وتوفر مجموعة من الفوائد الصحية بما في ذلك خفض مستويات الكولسترول السيء، وتقليل مخاطر الإصابة بالسكري، وتحسين الإدراك وحتى المزاج، وفقًا لتقرير موقع "Healthline".
ويمكن أن يساعد الوعى بالعمليات الداخلية للجسم والأطعمة التي تؤثر على هذا النظام بشكل إيجابي، فى الحصول على مناعة أقوى وتقليل الأمراض وحياة أطول وأكثر صحة، حيث تشير الأبحاث المتزايدة إلى أن ميكروبات الأمعاء لا تشارك فقط في جميع جوانب وظائف الجسم، ولكن أيضًا في الشيخوخة الصحية.
وقد يساهم عدم توازن الميكروبات غير الصحية في الأمعاء في زيادة الوزن، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول الضار وغيرها من المشاكل الصحية.
وتظهر النتائج الجديدة أن ميكروبيوم الأمعاء يمكن أن يساعد في استعادة ضعف المناعة والإدراك المرتبط بالشيخوخة، ومن المعروف أن وجود ميكروبيوم صحي له تأثير كبير على الصحة العامة وطول العمر، حيث من المعروف أن ملايين البكتيريا التي تعيش في أجسادنا تؤثر على جهاز المناعة لدينا وتقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر.
لذلك فإن اتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف والأطعمة التي تحتوي بشكل طبيعي على البروبيوتيك والبريبايوتكس، مثل الخضروات المخمرة والزبادي والبقوليات والموز وبذور الكتان وغيرها، تزود الأمعاء بالتغذية التي تحتاجها.
وفي دراسة نشرت في المعهد الوطني للشيخوخة، تم التحقيق في أنماط ميكروبيوم الأمعاء الفريدة وارتباطها بالشيخوخة الصحية وزيادة طول العمر، حيث حللّ الباحثون في الدراسة التسلسل الجيني للميكروبيوم المعوي وثروة من بيانات نتائج الصحة لأكثر من 9000 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و101 سنة.
وقد أشارت الدراسة إلى أنه طوال عمر الإنسان يتبع ميكروبيوم الأمعاء بعض الأنماط التي يمكن التنبؤ بها، مع التغيير السريع من الطفولة إلى سن الثالثة، والاستقرار حتى منتصف العمر، ثم التغيير المتسارع الذي يبدأ في أواخر مرحلة البلوغ.
وأضافت: "الأشخاص الذين أصبحت ميكروبات أمعائهم فريدة من نوعها مع تقدم العمر، كانوا قادرين على المشي بشكل أسرع ولديهم قدرة تنقل أفضل بشكل عام مقارنة بأقرانهم الذين أظهروا تغيرات أقل في الميكروبات المعوية مع تقدم العمر".
وجد الباحثون أن كبار السن الذين لديهم نمط فريد من التغييرات في ملف تعريف الميكروبات في الجهاز الهضمي لديهم يميلون أيضًا إلى أن يكونوا أكثر صحة ويعيشون لفترة أطول من أقرانهم الذين يعانون من تباعد أقل في الميكروبيوم.
أظهرت اختبارات الدم للمشاركين الأكثر صحة مستويات أقل من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة ومستويات أعلى من فيتامين (د)، بالإضافة إلى نواتج أيض الدم المفيدة التي تنتجها ميكروبات الأمعاء.
وجد الباحثون أيضًا أن الأنظمة الغذائية الحديثة الغنية بالأطعمة المملحة أو السكرية أو الدهنية قد تضر بصحة الأمعاء، لذلك من الأفضل تجنبها وتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والبذور والفاصوليا والمكسرات مع ممارسة التمارين الرياضية للمساعدة في حماية ميكروبيوم الأمعاء صحيًا خاصة مع تقدمنا فى العمر.
تساعد البكتيريا المفيدة في أمعائنا أيضًا على منع نمو البكتيريا الضارة، وتحمينا من الكائنات الحية الدقيقة الغازية، وتساعد في الحفاظ على سلامة الحاجز المعوي، حيث تعد المنطقة الحيوية للأمعاء الصحية أكثر فاعلية في الحفاظ على مناعة جسمك من الالتهابات الخارجية والتي بدورها تعزز طول العمر.