كشفت صحيفة الجارديان البريطانية،عن توجيه اتهامات لوزراء في الحكومة بالفشل في حماية الأشخاص الأكثر ضعفا من الإصابة بفيروس كوفيد بعدما تبين أن الأشخاص المصابين بسرطان الدم يمثلون الآن نسبة أعلى من الوفيات بفيروس كورونا مقارنة بالفترات السابقة في الوباء.
وذكرت الصحيفة - في تقرير عبر موقعها الإليكتروني اليوم الاحد - أنه مع ارتفاع أرقام الحالات اليومية إلى مستويات قياسية نتيجة لمتغير أوميكرون، حذرت مؤسسات خيرية من أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة والذين تم توفير الحماية والمساعدة لهم في بداية الوباء شعروا بأنهم مضطرون إلى تعريض أنفسهم للخطر في العمل، وكانوا في حيرة من أمرهم حول كيفية الحصول على العلاجات كما أنهم أقل عرضة للحماية من اللقاحات.
وتوفي أكثر من 3000 شخص مصاب بسرطان الدم -ما يزيد قليلا عن 1 من كل 100 من جميع المصابين بالمرض في إنجلترا وويلز - بسبب كوفيد، وفقا لتحليل البيانات الرسمية بواسطة مؤسسة سرطان الدم الخيرية البريطانية. وذلك على الرغم من أن هؤلاء المرضى قضوا فترات طويلة في الحماية لتجنب التقاط بالفيروس.
كما تشير الأرقام إلى أن الأشخاص المصابين بسرطان الدم يمثلون الآن نسبة أعلى بكثير من وفيات كورونا مقارنة بما كان عليه الحال في السابق.
وأشارت الجمعيات الخيرية إلى أنها تعتقد أن الزيادة مرتبطة بحقيقة أن الأشخاص المصابين بسرطان الدم لديهم ضعف في جهاز المناعة وهم أقل احتمالا للاستجابة بقوة للقاحات.
ودعت إلى إعادة تقديم دعم أكبر لأولئك الذين يعانون من ظروف تؤثر بشكل خطير على جهاز المناعة، بما في ذلك المساعدة المالية قصيرة الأجل لأولئك الذين لا يستطيعون العمل من المنزل.
ونسبت الصحيفة إلى جيما بيترز، وهي المديرة التنفيذية لمؤسسة سرطان الدم في المملكة المتحدة قولها "نحن قلقون جدا بشأن ما يعنيه ظهور أوميكرون لمجتمعنا، حيث كان هناك نقص صادم في الرسائل أو النصائح حول كيفية البقاء آمنين، نظرا لمدى إمكانية تعرض الأشخاص المصابين بسرطان الدم للاصابة بكوفيد ".
وأضافت " يبدو أن سياسة الحكومة في أوقات الخطر الأكبر قد تحولت من توفير الحماية للضعفاء إلى انعدام الحماية على الإطلاق.. فهم بحاجة للقيام بعمل أفضل بكثير لحماية الأشخاص المصابين بسرطان الدم في الأسابيع الصعبة المقبلة مع سيطرة متغيرأوميكرون.
وقالت " إنهم بحاجة إلى دعم الأشخاص المصابين بسرطان الدم من خلال توفير سهولة الوصول إلى الجرعات المعززة والدعم المالي لأولئك الذين لا يستطيعون العمل من المنزل. وهذه هي الطريقة المثلى لإنقاذ حياة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بكوفيد ونأمل بأن نرى شعورا بمدى أهمية توفير الحماية التي يحتاج إليها للناس".
وفي السياق ذاته قالت فيونا لاود ، مديرة قسم السياسات في مؤسسة كيدني كير، إن المرضى أخبروها أنهم شعروا بأنه تم نسيانهم.
وأضافت: "نحن قلقون من أن عدم الوضوح ونقص المعلومات قد يترك الآلاف من الناس غير متأكدين مما يجب القيام به. ليس جيدا بما فيه الكفاية.
ومضت قائلة "نحن، إلى جانب 12 جمعية خيرية صحية رائدة أخرى و 11 برلمانيا، طالبنا بالمسئولية الوزارية للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة حتى يكون هناك تنسيق بين اللقاحات والعلاج والمعلومات المقدمة للحفاظ على سلامة هذه المجموعة التي يبلغ عدد سكانها نصف مليون شخص. وفي النهاية يجب أن يتحمل شخص ما في الحكومة المسؤولية تجاه هؤلاء الأفراد لأن الكثير من الناس يشعرون أنه يتم تجاهلهم وإحباطهم ".