كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، عن أنه تم العثور على سلالة جديدة من فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، في هولندا، وهو نوع شديد العدوى يجعل الناس يمرضون بسرعة مضاعفة، وقد تم رصده في 109 أشخاص على الأقل.
وقالت الصحيفة، أصاب متغير VB 109 أشخاص، معظمهم في هولندا، وثبت أن السلالة تدمر جهاز المناعة أسرع مرتين من أنواع الفيروسات الأخرى، ويؤدي العلاج إلى معدل بقاء مماثل لتلك المصابة بالسلالات الأخرى، تدمر السلالة جهاز المناعة وتضعف قدرة الشخص على محاربة العدوى اليومية والمرض بشكل أسرع من الإصدارات السابقة للفيروس، هذا يعني أن أولئك الذين يصابون بهذه السلالة يمكن أن يصابوا بالإيدز بشكل أسرع.
يحتوي متغير VB أيضًا على حمل فيروسي يتراوح بين 3.5 و 5.5 مرة أعلى من السلالة الحالية، مما يعني أن الأشخاص المصابين هم أكثر عرضة لنقل الفيروس للآخرين، ومع ذلك، بعد بدء العلاج، يتمتع الأشخاص المصابون بالمتغير بمعدل تعافي للجهاز المناعي ومعدل بقاء مماثل للمصابين بسلالات فيروس نقص المناعة البشرية الأخرى، لكن الباحثين حذروا من التدهور الصحي السريع بعد الإصابة بـ VB يعني أن الاكتشاف المبكر والعلاج "أمر بالغ الأهمية".
يُنصح البريطانيون بإجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي مرة واحدة على الأقل سنويًا، يُعتقد أن أكثر من 100 ألف بريطاني، ومليون أمريكي يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية.
قال خبراء مستقلون إن الاكتشاف لا يدعو للقلق، وجد التحليل أن VB نشأ في الثمانينيات وكان ينخفض منذ عام 2010، حيث يشير تحليل الأنماط الجينية إلى ظهور VB لأول مرة خلال أواخر الثمانينيات والتسعينيات في هولندا.
وقالت الصحيفة، إن هذا الاكتشاف، الذي نُشر في مجلةScience ، هو نتيجة تعاون دولي بين معهد البيانات الكبيرة بجامعة أكسفورد، والمؤسسة الهولندية لرصد فيروس نقص المناعة البشرية، اكتشف الفريق، الذي يجمع عينات من فيروس نقص المناعة البشرية من جميع أنحاء أوروبا وأوغندا، 17 حالة من السلالة الجديدة.
وأشارت الصحيفة، إلى إنه تمامًا مثل كورونا، يتحور فيروس نقص المناعة البشرية بسرعة كبيرة ولكن الغالبية العظمى من هذه التغييرات لا تحدث فرقًا في طبيعة الفيروس، كانت حالتان في سويسرا وبلجيكا، بينما تم أخذ 15 عينة من سلالة VB من أفراد في هولندا.
فحص الفريق عينات إيجابية من أكثر من 6700 شخص في البلاد لمعرفة مدى انتشارها، حددت هذه العملية 92 شخصًا آخرين مصابين بالمتغير، من جميع مناطق هولندا، وبذلك يصل إجمالي الحالات المؤكدة إلى 109حالة، ولكن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى، كما فحص الفريق عينات متسلسلة من فيروس نقص المناعة البشرية من قاعدة بيانات عالمية لكنه لم يكتشف حالات أخرى، ومع ذلك، قالوا إن هناك "ربما على الأقل عدد قليل" من الحالات الدولية للسلالة.
وأوضحت الصحيفة، إنه من خلال تحليل التباين الجيني بين العينات، قدر الفريق أن متغير VB ظهر لأول مرة في أواخر 1980 أو التسعينيات في هولندا، ووجدوا أنه انتشر بشكل أسرع من السلالات الأخرى خلال العقد الأول من القرن الــ 21 قبل أن يتراجع منذ عام 2010 استجابة لتوفر العلاج على نطاق واسع.
وقالت الصحيفة، من غير الواضح كيف ظهر المتغير، لكن الفريق قال إن أحد الخيارات قد يكون عدوى طويلة بشكل غير عادي لدى شخص لم يخضع للعلاج لمنع الفيروس من التكاثر والتطور، لا يعرف العلماء بعد كيف يكون المتغير أكثر قابلية للانتقال وإضرارًا بجهاز المناعة، لاحظ الباحثون أن الأشخاص المصابين بالسلالة لديهم نفس الخصائص، بما في ذلك العمر والجنس، مثل الأشخاص الآخرين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في هولندا.
وقال الخبراء إن إجراء مزيد من الدراسات حول آليات المتغير قد يكشف عن أجزاء جديدة من الفيروس يمكن استهدافها من خلال الأدوية.
أكد الدكتور كريس وايمانت، كبير الباحثين في علم الوراثة الإحصائي بجامعة أكسفورد والمؤلف الرئيسي، قبل هذه الدراسة، كان من المعروف أن العوامل الوراثية لفيروس نقص المناعة البشرية ذات صلة بالضراوة، مما يعني أن تطور متغير جديد يمكن أن يغير تأثيره على الصحة.
أوضح البروفيسور كريستوف فريزر، الخبير في ديناميات مسببات الأمراض في الجامعة وكبير مؤلفي الدراسة، تؤكد نتائجنا على أهمية إرشادات منظمة الصحة العالمية، بأن الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية يمكنهم الوصول إلى الاختبارات المنتظمة للسماح بالتشخيص المبكر، تليها النتائج الفورية، هذا يحد من مقدار الوقت الذي يمكن فيه لفيروس نقص المناعة البشرية أن يدمر جهاز المناعة للفرد ويعرض صحته للخطر، كما أنه يضمن أن يتم قمع فيروس نقص المناعة البشرية "الايدز "في أسرع وقت ممكن، مما يمنع انتقاله إلى الأفراد الآخرين.
