الإقلاع عن تدخين السجائر حلم كل مدخن، لكن لا يعرف أغلب المدخنين طريقة تحقيقه ويستسلمون للسيجارة رغم يقينهم بأضرارها الخطيرة، التى وصلت لـ26 مرضًا وفقًا لأحدث الأبحاث.
ويرجع السبب فى الأغلب إلى المحاولات الفاشلة السابقة والتى أوصلت بعضهم إلى مرحلة اليأس وأصبحوا على قناعة تامة بأنهم لن يستطيعوا التوقف عن تدخين السجائر مطلقًا.
وزفت مؤخرًا دراسة كندية حديثة نبأ سارًا لملايين المدخنين حول العالم، حيث أكدت أن المدخن قد يضطر إلى القيام بـ30 محاولة فاشلة قبل أن ينجح بالنهاية فى الإقلاع عن التدخين، وهو ما يخالف المعتقدات السائدة التى تقول إن أغلب المدخنين نجحوا فى هجر هذه العادة الضارة بأقل عدد من المحاولات.
وشملت الدراسة 1200 مدخن بالغ فى كندا، واستمرت فترة المتابعة حوالى 3 سنوات، وكشفت النتائج عن أن أغلب الأشخاص الذين نجحوا فى الإقلاع عن التدخين حاولوا مرارًا وتكرارًا قبل أن ينجحوا فى تحرير أنفسهم من سجن السيجارة.
وبلغ متوسط عدد المحاولات الفاشلة لكل مدخن 30 مرة، وهو ما يخالف تمامًا التوصيات القديمة التى تقول إن أغلب المدخنين ينجحون بعد 5 إلى 7 محاولات فاشلة فقط، وهو ما يمنح ملايين المدخنين الأمل مجددًا فى الإقلاع عن تدخين السجائر خاصة أن أغلبهم لم تتعد محاولاته الفاشلة مرتين أو 3 مرات.
ولفت التقرير فى الوقت نفسه إلى أن هذه النتائج ليست مدعاة أن يستغلها بعض المدخنين فى التهاون مع أنفسهم وعدم بذل أقصى جهد خلال اتباع خطة الإقلاع عن التدخين، بل يفضل أن تقل المحاولات إلى أقل قدر ممكن، لأنه كلما زادت عددها، كلما ستزيد الفترة التى يدخن فيها الشخص، وبالتالى ستزداد الأضرار الصحية التى قد يتعرض لها وقد لا يمكن تلافيها بعد ذلك.
ونشرت هذه النتائج مؤخرًا بالمجلة الطبية "BMJ Open" خلال شهر يونيو الجارى، كما نشرت مؤخرًا على الموقع الإلكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
أضرار السجائر
جدير بالذكر أن تدخين السجائر يتسبب فى وفاة 6 ملايين شخص سنويًا، ويرفع خطر الإصابة بـ26 مرضًا وفقًا لأحدث الأبحاث، تشمل: أمراض الرئة والشرايين والأزمات القلبية والسكتة الدماغية والسكر والانسداد الرئوى المزمن، والعدوى الميكروبية وأمراض الكلى وأمراض الجهاز الهضمى، بالإضافة إلى 12 ورمًا سرطانيًا خطيرًا.