يعتقد العديد من الأشخاص الذين يفرطون فى تناول الطعام أن تناولهم للوجبات الخفيفة بشكل مستمر يسبب الإدمان، حيث يعتقد بعض الناس أنهم مدمنون شىء قانونى تمامًا، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
ويقولون مدمنو الطعام إنهم مثل مدمنى الكحول، أو المدخن بشراهة، وأن حاجتهم للأكل تسيطر على الحياة، وتعزلهم عن أحبائهم.
وقالت الصحيفة إنه في حين أن البعض سيصبح مدمنًا للأطعمة غير الصحية، مثل الكعك بالكريمة، أو الشيكولاتة، أو البيتزا، ويكتسب الكثير من الوزن نتيجة لذلك، فإن هذا ليس هو الحال دائمًا.
كانت لورين ويب، البالغة من العمر 33 عامًا، وهي من كورنوال بإنجلترا، نحيفة وصحية دائمًا قبل "إدمانها"، وكان يتضمن طعامها فى البداية الفاكهة، والخضروات، حيث تقول: "إدماني لم يبدأ حتى بالأطعمة الضارة أو غير الصحية".
وتقول: "اعتقدت أننى بصحة جيدة لأننى لم أكن أتناول الوجبات السريعة، أو الشيكولاتة، لكنني كنت أفكر في الطعام طوال الوقت".
أوضحت لورين، إنها في بعض الأحيان كانت تقف أمام الثلاجة وتأكل لساعات وكانت تصاب بالإغماء بسبب الإفراط في تناول الطعام.
وقالت الصحيفة يهتم الكثير من مدمني الطعام بالوصفات والوجبات، وحتى الوجبات الخفيفة قد يتم التخطيط لها قبل أيام، وعندما ذهبت لورين في مكان لممارسة اليوجا والتقت بمدمن كحول يتعافى أدركت المشكلة التي تقع فيها، وعلقت لورين بأنها تعرفت على نفس سمات الإدمان لديها، لكن مع تناول الطعام بدلا من الخمور.
وقالت عندها أدركت أننى لست مجرد شخص مفرط فى تناول الطعام، كان لدى إدمان على الطعام، تمامًا مثل أى إدمان آخر".
ومع ذلك، يعد إدمان الطعام تشخيصًا مثيرًا للجدل، ولم يتم التعرف عليه على نطاق واسع على عكس إدمان الكحول، على سبيل المثال، فهو ليس في التصنيف الدولي للأمراض التابع لمنظمة الصحة العالمية.
وتقول جين أوجدن، أستاذة علم النفس الصحي بجامعة سوري، إن كلمة "الإدمان" كلمة خاطئة، لكنها تشير أيضًا إلى وجود نوع من الاستجابات الدماغية والبيولوجية للطعام، وهذا هو المستوى الذي يحدث عنده الإدمان."
وتقول إنه على الرغم من وجود "مكون نفسي قوي" لإدمان المخدرات أو الكحول أو النيكوتين، إلا أنه "مع الطعام، يكون نفسيًا أكثر منه بيولوجيًا".
لكن الدكتورة جين أونوين، عالمة النفس في ساوثبورت، تقول إنإدمان الطعامحقيقي مثل الكحول، أو النيكوتين، ومع ذلك، على عكس الكحول، أو المخدرات، فإن الطعام هو شيء نحتاجه جميعًا، مما يجعل من الصعب رؤيته على أنه إدمان.
وتقول الدكتور أونوين، إن معظم المصابين بإدمان الطعام يرغبون لتناول السكر والحبوب "بما في ذلك الدقيق" والأطعمة المصنعة، مثل البيتزا، والكعك، مضيفة، "لكن كل شخص مختلف".
وقالت إن الإقبال على الأطعمة عالية السعرات الحرارية مثل المكسرات والأطعمة الحلوة، يؤدى إلى ارتفاع مفاجئ في مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية في الدماغ مرتبطة بالمتعة والتحفيز، بعد الدوبامين، يشرح الدكتور أونوين، نحصل بعد ذلك على جرعة من السيروتونين من الطعام، والذى يؤدى الى زيادة في هرمون السعادة، مؤكدة إنه بعد تناول وجبة كبيرة أو قطعة من الكعك، ترتفع مستويات الأنسولين لديك "اللازم للتخلص من السكر من مجرى الدم" وهذا يجعل التربتوفان، وهو حمض أميني، ينتقل بسهولة أكبر عبر الحاجز الدموي الدماغي، مما يؤدي إلى زيادة في السيروتونين، مشيرة،إلى إن العادات والراحة تعلبان دورا كبيرا في إدمان الطعام.
أكدت الدكتورة أونوين هذا قائلة: إننا نأكل في كل المناسبات، حتى عندما تشاهد التلفزيون تأكل رقائق البطاطس، حاليا استطاعت لورين ان تعالج نفسها والتخلص من ادمان الطعام، إنها الآن لا تفكر في الطعام بنفس القدر، وفقدت بعضًا من 40 رطلاً ، اى حوالى 18.5 كيلو التي اكتسبتها.
وأضافت الدكتورة أونوين، للتخلص من إدمانك للطعام حاول إزالة تلك المحفزات العاطفية التي تجذبك للطعام، من خلال إيجاد شيء آخر يمكن أن يكون بديلاً، مثل الذهاب في نزهة على الأقدام، والتحدث إلى صديق، وممارسة هواية.