يتعلم كل طفل خلال سنوات الدراسة أهمية تنظيف أسناننا بالفرشاة مرتين فى اليوم، ونحن نفترض أن السبب هو مجرد رائحة منعشة، والشعور بالرضا تجاه نظافتنا.
اتضح أن نظافة الفم السيئة هى طريق لأمراض اللثة وفقدان الأسنان، وتشير كمية متزايدة من الأدلة إلى أنه قد يكون هناك أيضًا ارتباط بالتدهورالمعرفي.
كشف تقرير هارفارد هيلث، بعد تقييم 14 دراسة تركز على فقدان الأسنان والضعف الإدراكى لدى 34000 من كبار السن، أن هناك علاقة بين نظافة الأسنان ومشاكل الدماغ.
يعد مرض الزهايمر، أحد أكثر الاضطرابات العصبية التنكسية التى يتم تشخيصها بشكل متكرر فى جميع أنحاء العالم ويشكل تحديًا كبيرًا لكل من الأفراد المصابين والقائمين على رعايتهم، والزهايمر هو اضطراب عصبى تقدمي
تشير التقارير من هارفارد هيلث إلى أن الأشخاص فى الدراسة الذين يعانون من المزيد من فقدان الأسنان لديهم، فى المتوسط ، خطر أكبر بنسبة 48% للإصابة بالضعف الإدراكى وخطر الإصابة بالخرف بنسبة 28 %، مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من فقدان أسنان أقل.
تكهن الباحثون بعدم وجود فرق كبير فى خطر الإصابة بالخرف بين الأشخاص الذين لديهم أطقم أسنان (ربما لأنهم يستطيعون مضغ الأطعمة والحفاظ على التغذية).
مإذا يمكن أن يكون السبب؟
يقول الباحثون إن بكتيريا ألفم قد تلعب دورًا فى التهاب الدماغ، مما قد يؤدى إلى مشاكل فى الإدراك.
الدراسة التى قام بها معهد بكين للتكنولوجيا (الصين)يدعى أن محور جرثومة ألفم-القناة الهضمية يلعب دورًا هنا، التشابك الليفى العصبى وترسب بروتين أميلويد بيتا (Aβ) هى سمات مرضية نموذجية وأسباب أساسية للضعف الإدراكى لدى مرضى الزهايمر.
على سبيل المثال، يمكن أن تنتشر بعض الميكروبات الفموية إلى الدماغ من خلال الأعصاب القحفية أو الالتهابات الخلوية، والتى يُقترح أنها تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
الأهم من ذلك، أن التفاعل بين الجراثيم المعوية وخلايا الدماغ يؤثر على تطور مرض الزهايمر وكذلك الأمراض التنكسية العصبية الأخرى، من حيث التأثيرات المباشرة، تؤثر ميكروبات الفم المسببة للأمراض على حدوث مرض الزهايمر عن طريق دخول أنسجة المخ عبر مسارات مختلفة وإلحاق الضرر المباشر بالجهاز المركزي.
فى غضون ذلك، فإن أفضل شيء بالنسبة لنا هو تنظيف أسناننا بألفرشاة مرتين يوميًا، واستخدام الخيط يوميًا، ومراجعة طبيب الأسنان بانتظام، كما أن العناية بالأسنان واللثة اللامعة قد تحمى عقلك أيضًا.