أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والمجلس العربي للاختصاصات الصحية مؤخرًا دبلومًا مهنيًّا إقليميًّا في طب الأسرة مدته عامان، وقد افتتح هذا الإطلاقَ الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والدكتور عمر الرواس، الأمين العام للمجلس العربي للاختصاصات الصحية، وذلك عبر الإنترنت من مقر المكتب الإقليمي للمنظمة في القاهرة، مصر، يوم 28 فبراير.
ويُعدُّ هذا الدبلوم إحدى ثمار اتفاق تعاوني بين منظمة الصحة العالمية والمجلس العربي للاختصاصات الصحية، لتعزيز ممارسة طب الأسرة في الإقليم في إطار الجهود الرامية إلى إحراز تقدُّم صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة في العالم العربي، وهذا الاتفاق الطموح المُوقَّع في عام 2021 والممتد لـ 5 سنوات يهدف إلى تحسين قدرة النظم الصحية على الصمود في إقليم شرق المتوسط، عن طريق بناء القدرات المستقبلية في مجالَي الصحة العامة وطب المجتمع، ويشمل ذلك تعزيز التدريب التخصصي بعد الجامعي في مجال طب الأسرة في الإقليم.
وقال الدكتور أحمد المنظري في كلمته، «إضافةً إلى تخريج أطباء أسرة مؤهلين، سيؤدي هذا الدبلوم المهني الإقليمي دورًا رئيسيًّا في الارتقاء بمهارات آلاف الأطباء العامين الحاليين الذين لم يتلقوا تدريبًا نظاميًّا بعد التخرج، ويقدمون حاليًّا خدمات صحية بناء على تعليمهم الطبي الأساسي.
ويطرح النقصُ العالمي في الأطباء الممارسين لطب الأسرة تحدياتٍ كبيرةً، لاسيما في إقليم شرق المتوسط، فلا يتخرج كل عام سوى 700 طبيب أسرة ممارس في الإقليم بأكمله، في حين أن الاحتياج يُقدَّر بنحو 21000 ممارس كل عام، ويهدف هذا الدبلوم إلى المساعدة على سد هذه الفجوة الهائلة.
وقد أقرَّ المجلس العربي للاختصاصات الصحية هذا الدبلوم في اجتماعٍ عقده مجلسه التنفيذي يوم 18 ديسمبر 2021، ولدى المجلس العربي للاختصاصات الصحية ومنظمة الصحة العالمية خططٌ موسعةٌ لتنفيذ الدبلوم في معظم بلدان الإقليم، ابتداءً بالبلدان الاثني عشر التي لديها بالفعل مراكز معتمدة للتدريب على طب الأسرة.
وقد تحقق هذا الدبلوم بفضل التعاون بين منظمة الصحة العالمية، والمجلس العربي للاختصاصات الصحية، وعدة شركاء آخرين، منهم المنظمة العالمية لأطباء الأسرة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية" الإيدز"، تحت رعاية عامل التسريع الأول لخطة العمل العالمية بشأن تمتُّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية، وهو تجمُّع لوكالات متعددة الأطراف معنية بالصحة والتنمية والعمل الإنساني، من أجل تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.
وخلال هذه الفعالية، عرَضَ الدكتور فراس إبراهيم الهواري، وزير الصحة في الأردن، والدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي، وزير الصحة في عُمان، والدكتورة مي الكيلة، وزيرة الصحة في فلسطين، الإنجازاتِ الموفقةَ التي حققتها بلدانهم في مجال ممارسة طب الأسرة.
وألقى الدكتور عوض مطرية، مدير إدارة التغطية الصحية الشاملة، والنُّظُم الصحية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، كلمةً شدَّد فيها على ضرورة تقوية النُّظُم الصحية من أجل تحسين الأمن الصحي، وهو ما أبرزته جائحة كورونا، وقال، إننا نعمل على إعادة تشكيل أدواتنا من أجل تعزيز النُّظُم الصحية، ولذلك نود أن نرى أن البلدان تستثمر في بناء نُظُم صحية قادرة على الصمود تنهض بالهدفين المزدوجين المتمثلين في التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي.
وشارك في هذا الإطلاق عبر الإنترنت ممثلون عن المجلس العربي للاختصاصات الصحية، ووزراء صحة من بلدان الإقليم، وممثلون عن منظمة الصحة العالمية، وخبراء من المكتب الإقليمي للمنظمة.
ويتماشى هذا الدبلوم والأولويات الاستراتيجية لرؤية المكتب الإقليمي 2023 "الصحة للجميع وبالجميع" الرامية إلى توسيع التغطية الصحية الشاملة- ولاسيما في مرافق الرعاية الصحية الأولية- وبناء القدرات في مجال الصحة العامة، وتقوية الشراكات.