ألم أسفل الظهر هو أكثر الأمراض شيوعا فى البشر، ويسبب إزعاجا كبيرا للمصابين به، ورغم الحصول على الأدوية إلا أن الأوجاع تستمر، ومن جانبه يوضح الدكتور خالد عمارة، أستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس أن هناك ما لا يقل عن 73 سببا لألم الظهر، أغلبها أسباب بسيطة وعلاجها بسيط.
وأوضح عمارة أن هناك أسبابا متعلقة بالعمود الفقرى والعظام، ومنها أسباب تتعلق بالحبل الشوكى والأعصاب، وأسباب متعلقة بالعضلات أو الغضاريف أو الجهاز البولى أو الجهاز التناسلى، ومنها أسباب متعلقة بالحوض ومفصلى الفخذ، ومنها أسباب متعلقة بالرحم وأمراض النساء والولادة، ومنها أسباب متعلقة بالأمراض الباطنية وأسباب متعلقة بالجراحة العامة والأمراض الروماتيزمية.. إلخ.
وفيما يتعلق بآلام أسفل الظهر المتعلقة بالفقرات والأعصاب والعضلات، فلفت الدكتور خالد عمارة إلى أنه يصاحبه أحيانا ألم يصل الى الساقين أو القدمين، وأغلب هذه الحالات يمكن علاجها تحفظيا بواسطة العلاج الطبيعى وتقليل الوزن وبعض المسكنات البسيطة، ولكن فى بعض الحالات يحتاج الأمر إلى تدخل جراحى لو كان الألم شديدا لا يطاق، مع فشل العلاج التحفظى أو لو كان الألم يصاحبه ضعف فى العضلات بسبب الضغط على الأعصاب.
وأوضح أستاذ جراحة العظام أن هناك حالات يمكن أن تتحسن بالحقن الموضعى للعمود الفقرى أو الغضاريف المتآكلة أو العضلات الملتهبة، وهذه الحالات هى التى لا تعانى من ضعف بالعضلات، وفى نفس الوقت تعانى من ألم شديد لا يستجيب للعلاج الدوائى.
وأكد عمارة أن الحقن فى هذه الحالات ينقسم عدة أنواع منها حقن المسكنات الموضعية مع الأدوية المضادة للالتهابات، وهذا الحقن يساعد على التحسن السريع ويستمر أثره لفترات تتراوح بين 6 أشهر إلى 3 سنوات حسب الحالة ودرجة التآكل بالغضاريف وحالة العضلات، وهناك نوع آخر هو الحقن بتركيز الصفائح الدموية أو الحقن بتركيز النخاع، وهذا يحتوى على البروتينات التى تساعد على بناء الأنسجة الجديدة، مما يساعد على تحسين تآكل الغضاريف، مؤكدا أن هذا الحقن نسبة نجاحه فى حالات تآكل الغضاريف يتراوح بين 60 إلى 62% حسب الأبحاث شريطة ألا يكون هناك ضغط على العصب أو ضعف بالعضلات.
وشدد عمارة على ضرورة أن تتم عملية الحقن فى تعقيم كامل وفى حجرة العمليات باستعمال جهاز الأشعة لضمان الحقن فى المكان الصحيح بدقة، ويفضل أن يتم تحت تخدير موضعى أو كامل حتى يتم الحقن بالطريقة الصحيحة دون أن يتسبب الألم فى عدم تعاون المريض أثناء الحقن.
وأضاف عمارة أنه يمكن تكرار الحقن كل عدة سنوات لو استلزم الأمر، وفى هذه الحالة يجب اتباع القواعد العلمية الصحيحة فلا يوجد خوف من المضاعفات، خاصة أن هذه الحقن تتميز بالأمن والسهولة للمريض، حيث يتم القيام بعملية الحقن فى المستشفى ويمكن أن يعود المريض إلى منزله وممارسة حياته الطبيعية فى اليوم التالى أو فى نفس اليوم.