كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص المصابين بمرض باركنسون أو الشلل الرعاش يعانون من أحلام مزعجة وكوابيس أكثر من الأشخاص غير المصابين بهذا المرض، وأوضحت الدراسات أن ما بين 17٪ و 78٪ من المصابين بمرض باركنسون يعانون من كوابيس أسبوعية، بحسب موقع " theconversation".
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض باركنسون حديثًا والذين يعانون من أحلام متكررة بمحتوى "عدواني "، يكون لديهم تطور سريع للمرض في السنوات التالية للتشخيص، مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم أحلام عدوانية.
وكشفت الدراسة، التي نُشرت في مجلة The Lancet's eClinicalMedicine، أن تطوير أحلام سيئة أو كوابيس متكررة في سن أكبر يمكن أن يكون علامة تحذير مبكرة لمرض باركنسون الوشيك في الأشخاص الأصحاء.
وقام الباحثون بتحليل بيانات من دراسة أمريكية كبيرة تحتوي على بيانات على مدى 12 عامًا من 3818 رجلاً أكبر سناً يعيشون بشكل مستقل.
وفي بداية الدراسة، أكمل الرجال مجموعة من الاستبيانات، تضمن أحدها سؤالاً عن الأحلام السيئة ثم تمت متابعة المشاركين الذين أبلغوا عن أحلام سيئة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع في نهاية الدراسة لمدة سبع سنوات في المتوسط، لمعرفة ما إذا كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون.
خلال هذه الفترة، تم تشخيص 91 شخصًا بمرض باركنسون. وأولئك الذين أبلغوا عن وجود أحلام سيئة متكررة في بداية الدراسة كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون مقارنة بأولئك الذين يعانون منها أقل من أسبوعيًا.
ومن المثير للاهتمام أن نسبة كبيرة من التشخيصات حدثت خلال السنوات الخمس الأولى من الدراسة.
خلال هذه الفترة، كان المشاركون الذين يعانون من أحلام سيئة متكررة أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بأكثر من ثلاثة أضعاف.
تشير هذه النتائج إلى أن كبار السن الذين سيتم تشخيص إصابتهم يومًا ما بمرض باركنسون قد يبدأون في تجربة أحلام مزعجة وكوابيس قبل بضع سنوات من ظهور الأعراض المميزة لمرض باركنسون، بما في ذلك الرعشة والتصلب وبطء الحركة.
وأوضحت الدراسة أيضًا أن أحلامنا يمكن أن تكشف عن معلومات مهمة حول بنية الدماغ ووظيفته وقد تثبت أنها هدف مهم لأبحاث علم الأعصاب.
من المهم تسليط الضوء على أن 16 فقط من 368 رجلاً لديهم أحلام سيئة متكررة في هذه الدراسة أصيبوا بمرض باركنسون.
نظرًا لأن مرض باركنسون هو حالة نادرة نسبيًا ، فمن غير المرجح أن يصاب معظم الأشخاص الذين لديهم أحلام سيئة متكررة بالمرض.
ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين لديهم عوامل خطر أخرى معروفة لمرض باركنسون، مثل النعاس المفرط أثناء النهار أو الإمساك، فقد تكون هذه النتيجة مهمة.
إن إدراك أن الأحلام السيئة والكوابيس المتكررة (خاصة عندما تبدأ فجأة في وقت لاحق من الحياة) قد تكون مؤشرًا مبكرًا لمرض باركنسون، وقد يؤدي ذلك إلى التشخيص المبكر والعلاج المبكر.
