رغم الكشف عن عشرات الاكتشافات الطبية والأجهزة والأدوية التى من المقرر أن تساهم فى علاج مرض السكر الذى يصيب أكثر من 400 مليون شخص على مستوى العالم، إلا أن هذه النوعية من الأخبار أصبحت لا تُحدث غالبا الصدى المطلوب مع المرضى الذين لا يلمسون حدوث أى تغيير على أرض الواقع، نظرا لأن هذه الاكتشافات قد تتطلب سنوات عديدة تصل أحيانا لـ15 عاما قبل أن ترى النور، وهو ما جعل الكثير من المريض لا يعول كثيرا على هذه الأجهزة لأنه غالبا لن يراها ولن يستفيد بها.
ورغم هذه المقدمة التى قد يعتبرها البعض "تشاؤمية" إلا أن ما كشفت عنه صحيفة "ديلى ميل" البريطانية مؤخرا قد يخالف هذا كله ويمنح أملا جديدا للمرضى، حيث أكدت أنه من المقرر أن يتم طرح بنكرياس صناعى جديد فى مطلع العام القادم بأمريكا، وخلال عام 2018 بأوروبا وبريطانيا.
وأشرف فريق من العلماء بجامعة كامبريدج البريطانية على تطوير جهاز البنكرياس الصناعى الجديد، وأثبتت التجارب الإكلينيكية على البشر فاعليته فى السيطرة على مرض السكر من النوع الأول وجعل المرضى يعيشون حياة طبيعية عبر السيطرة على مستويات جلوكوز الدم، والمثير أنه يصلح أيضا لمرضى النوع الثانى المعتمدين على الإنسولين.
وتعتمد فكرة الجهاز الجديد على قياس مستويات الجلوكوز بالدم باستخدام جهاز استشعار دقيق الحجم يتم تثبيته بجلد البطن الخارجى، ثم يتم إرسال قراءات السكر إلى جهاز فى حجم الهواتف المحمول يثبت بملابس المريض، فيتم حساب كمية الإنسولين التى يحتاجها الشخص ثم يحصل على الجرعة المناسبة عبر مضخة الإنسولين، وتمر عبر أنبوب دقيق متصل بالجسم ويتم حقنها بالجلد. ونشرت هذه النتائج مؤخرا بالمجلة الطبية "Diabetologia"، كما نشرت مؤخرا على الموقع الإلكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
وأضاف الباحثون أن هذا الجهاز سيغنى المرضى عن الحصول على حقن الإنسولين أكثر من مرة خلال اليوم، كما أنهم لن يكونوا مضطرين لوخز أصابعهم بالإبر لقياس مستويات سكر الدم بشكل دورى، كما أنه سيقلل من المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة لأن مستويات سكر الدم ستتم السيطرة عليها فى أى وقت.