كشفت دراسة جديدة عن أن عشاق الأسماك قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد، حيث قال الباحثون إن الإفراط فى تناول الأسماك يرفع خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، بحسب موقع "health".
وتابع الباحثون أكثر من 490 ألف من كبار السن من الأمريكيين ووجدوا أن 20٪ ممن لديهم أعلى مدخول لديهم خطر أعلى بنحو ربع للإصابة بالمرض على مدى 15 عامًا ، مقابل 20٪ ممن لديهم أقل استهلاك للأسماك.
ومع ذلك، شدد الخبراء على أن النتائج تظهر ارتباطًا فقط، ولا يمكنها إلقاء اللوم بشكل مباشر على المأكولات البحرية.
وقالت آمي براجانيني، من مركز ميرسي هيلث لاكس للسرطان بالولايات المتحدة الأمريكية، تعد الأسماك مصدرًا صحيًا للبروتين، وغالبًا ما تكون غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية المضادة للالتهابات.
نظرًا لفوائدها - بما في ذلك الروابط لتحسين صحة القلب والدماغ - يوصي الخبراء عمومًا الأشخاص بالسعي للحصول على حصتين من الأسماك أسبوعيًا.
وأوضحت إن الأسماك يمكن أن تكون "بديلاً رائعًا" للأشخاص الذين يتطلعون إلى الحد من اللحوم الحمراء والمعالجة - والتي ترتبط بمخاطر أعلى للإصابة ببعض أنواع السرطان ، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم.
فلماذا ترتبط الأسماك بسرطان الجلد، وهو مرض وثيق الصلة بعوامل الخطر مثل حروق الشمس والتاريخ العائلي؟
قال الباحث الرئيسي إيونيونج تشو إن الأمر غير واضح لكن إحدى الفرضيات هي أنه ليس الأسماك، ولكن الملوثات - مثل الزئبق ومركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور - يمكن أن توجد بمستويات عالية نسبيًا في بعض الأسماك.
وأضاف إن هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر هذا الارتباط، لذا "نحن بحاجة إلى مزيد من البحث لتكرار هذه النتائج قبل أن نتمكن من تقديم أي توصيات بشأن النظام الغذائي".
استندت النتائج ، التي نُشرت في مجلة Cancer Causes and Control ، إلى 491 ألف أمريكي تتراوح أعمارهم بين 50 و 71 عامًا تمت متابعتهم لمدة 15 عامًا في البداية ، أكملوا استبيانات حول النظام الغذائي وممارسة الرياضة وعادات التدخين.
خلال فترة الدراسة، تم تشخيص أكثر من 5000 مشارك بسرطان الجلد الخبيث ، بينما أصيب ما يقرب من 3300 بسرطان الجلد في الموقع - حيث توجد خلايا سرطان الجلد "ما قبل السرطانية" على الطبقة العليا من الجلد ولكنها لم تخترق الطبقات العميقة.
وجد فريق الباحثين أن الأشخاص الذين يحبون تناول الأسماك بكثرة لديهم خطر أعلى بنسبة 22٪ للإصابة بسرطان الجلد الخبيث، و28٪ أعلى من خطر الإصابة بسرطان الجلد في الموقع، مقارنة بالمشاركين الذين تناولوا أقل كمية من الأسماك.
وظهرت هذه المخاطر العالية عندما أخذ الباحثون في الحسبان عادات نمط الحياة الأخرى والعرق ومستوى التعليم والمكان الذي يعيش فيه الناس.
وأوصى الباحثون بالتركيز على النظام الغذائي العام ، بما في ذلك الحصول على الكثير من الأطعمة النباتية مثل الخضروات والفواكه والفاصوليا والمكسرات والحبوب الغنية بالألياف.
أما بالنسبة للأسماك، فقد نصحوا بشويها أو طهيها بالبخار بدلاً من القلي العميق، الأمر الذي قد يؤدي إلى استنفاد الدهون "الجيدة".
عندما يتعلق الأمر بسرطان الجلد الخبيث إن أساليب الوقاية الأولية لا تزال كما هي: الحد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية - من الشمس - وفحص الجلد بحثًا عن أي نمو جديد أو تغييرات في الشامات الموجودة.