خرجت معظم مسلسلات رمضان تتناول بشكل أو بآخر المرضى النفسيين والطب النفسى من قريب أو بعيد، ولكن فى النهاية مضمون الرسالة واحدة أن الطب النفسى شىء لا وجود له، ويستغله البعض للإطاحة بالآخرين أو تعذيبهم من خلال استخدام عقاقير ضد وليس مع المريض.
أكدت الدكتورة سهير الغنيمـى أستاذ ومدير مركز الطب النفسى بطب عين شمس، أن بعض المسلسلات استعانوا فى دراما رمضان بذكر الاسم العلمى لعقاقير اعتمادا على عدم دراية المشاهد بما يطرحونه وتناسوا أن من بين المشاهدين أطباء قد يعلمون جيدا استغلال هؤلاء لأسماء العقاقير دون أدنى فكرة عن تأثيرها الطبى أو كيفية استخدامها، موضحة أنه من الغريب والعجيب لدرجة الاندهاش أن الدراما تناولت فى السنوات الأخيرة الطب النفسى بشكل سلبى جدا، يضيف لوصمة الطب النفسى وصمة المرضى، والمصحات مما يخيف أو يرعب المشاهدين أن يعرضوا أهلهم أو ذويهم لهؤلاء الأطباء معدومى الضمير، كما يصوروهم أو لعقاقيرهم المؤذية.
وتتساءل الدكتورة سهير الغنيمى لماذا لا يسأل المؤلفون والممثلون أهل العلم، ويجعلونهم مستشارين للمادة العلمية، كما يفعل المبدعون الأجانب الذين تعودنا أن نصدق أن من يعمل طبيبا أو ممرضا فى عمل درامى أنه يعلم تماما ماذا يفعل.
لماذا تعودنا التعالى فى الاستشارة سواء مادة علمية أو دينية أو سياسية، لماذا هذا الكم الهائل من المعلومات المغلوطة للمشاهدين، لماذا هذه الموجة العنيفة من المشاعر السلبية والأفكار المغلوطة للمشاهدين ثم نبكى على اكتئاب الشعب المصرى.
وأضافت الدكتورة سهير الغنيمى أجد أن الإعلام والفن المصرى يحتاج لإعادة حساباته، لأنه سوف يخسر كثيرا إذا أصروا على إرسال هذه الموجات السلبية للمشاهد من خلال معلومات خاطئة، أو برامج تعتمد على خداع الآخرين، وعمل مقالب أو تصوير أفراد الشعب بأسوأ الصفات بادعاء أنهم يصورون الواقع.
انتبهوا أيها السادة واقعنا أفضل كثيرا من تخيلاتكم وإبداعاتكم المغلوطة، وأخيرا الطب النفسى المجنى عليه لن ييأس من الدفاع عن مرضاه ويعالجهم بشكل يتيح لهم حياة أكثر رقيا مما تصور.