تمكن المعالج النفسى والسلوكى، عمر المحمدى، من لفت أنظار الكثيرين عبر موقع التواصل الاجتماعى، بالعديد من الفيديوهات التى نشرها عبر حساباته على فيس بوك وإنستجرام ويتيوب، ترصد وتحلل فكرة العلاج السلوكى المعرفى، وعلاج نوبات الهلع، والقلق المرضى، والسواس القهوى والرهاب الاجتماع، وحالات الخوف وغيرها من المشكلات النفسية الخطيرة، وفى لقاء خاص مع انفراد، كشف، عمر المحمدى، رؤيته للعديد من الأزمات النفسية التى باتت تعد أمراض العصر الحديث، وأيضا حول طرق مواجهتها وعلاجها.
وقال المعالج النفسى، إنه فى البداية يجب معرفه أن هناك فرق بين المرض النفسى والاضطراب النفسى، فأى إنسان يمكن أن يمر بمرحلة تقلبات مزاجية ويكون فى بعض الأوقات مصابا بالحزن والاكتئاب ربما مرة فى الأسبوع أو ثلاث مرات فى الشهر مثلا وهذا يعتبر أمر مقبول ولا يعد صاحبه مصابا بمرض نفسى أو فى حاجة لزيارة الطبيب النفسى.
وتابع عمر المحمدى، أنه فى حالة أن يبدأ هذا الشعور يتكرر أكثر من مرة فى الأسبوع الواحد ويؤثر على حياتك اليومية، وعلاقاتك الاجتماعية أو عملك، هنا يجب أن تتوجه إلى مختص أو معالج النفسى لطلب المساعدة.
وأوضح المحمدى، أن هناك فرق بين العلاج الدوائى والعلاج النفسى، فهناك اعتقاد شائع فى الوطن العربى أن العلاج النفسى هو مجرد عقاقير طبية، ولكن هناك جلسات تعديل سلوكى ومعرفى يمكن أن تؤدى إلى نجاح العلاج دون اللجوء لدواء خاصه فى حالات التى تستدعى العلاج الخفيف، ويبدأ العلاج بجلسة مدتها خمس وأربعون دقيقة يحددون خلالها المشاكل التى يعانى منها المريض ويضعون خطة العلاج.
أما عن أسباب المرض النفسى قال "المحمدى" إن هناك كثير من الأسباب مثل التربية الخاطئة والطفولة القاسية والضغوط الأسرية وأيضا الجينات الموروثة، ولكن السبب الأكبر للمشكلات النفسية يكون من الفرد نفسه، حينما يضع نفسه فى ضغوط ويتعامل بشكل خاطئ مع المجتمع أو الدين أو يتعامل بشكل خطأ مع نفسه، ويستنزفها بسبب شخص أو لأجل مادة أو لشيء آخر ولا يعرف أنه فى هذه الحالة يضع نفسه داخل احتمالية الإصابة بالمرض النفسى.
وأوضح أن أى ضغط نفسى لفترة من الزمن قد يسبب مرض نفسى، مشيرا إلى أنه حتى الضغط الإيجابى مثل العمل لفترة طويلة، ورغم أنه شئ إيجابى على حياتك ولكن هذا الضغط بدون راحة قد يؤدى لمرض نفسى.
وأضاف أنه يجب على الجميع أن يتعامل مع ضغوطات الحياة بشكل إيجابى وأن يتعامل مع الفشل والإخفاق فى أى من جوانب الحياه سواء العملية أو الأسرية أو العاطفية على أنه خطوة فى سلم النجاح فكل من حققوا نجاحات كبيرة تعرضوا للكثير من الإخفاق قبل الوصول لهذا النجاح.
وتابع أن دعم العائلة هام جدا فى هذه المرحلة، والمشكلة أنه فى الوطن العربى كثيرا ما تكون العائلة سببا فى زيادة المرض النفسى فهى لا تصدق أن أحد أفرادها مريض نفسيا وبدلا من تقديم الدعم الذى يحتاجه تقوم بإضافة المزيد من الضغط عليه.
وشدد المحمدى أن هذا يؤدى إلى زيادة المشكلة وأيضا تزداد بعض حالات المرض النفسى حينما نلجأ لأطباء ليسوا على قدر التعامل مع الحالة ووهنا يصبح الطبيب نفسه سببا فى المشكلة.
وعن كيفية استكمال الحياة بشكلٍ صحى بعيدا عن الأمراض النفسية، قال أنه يجب عليك فى البداية أن تبدأ ممارسة الرياضة، والتأكد من حصولك على المعادن والفيتامينات التى يحتاجها جسدك، إضافة للتقرب من الله، وحسن الظن بالله، ونصح بعمل ورقة بعنوان "ورقة النعم" وهى ورقة تدون فيها يوميا النعم التى أنعم الله بها عليك، والأهم من ذلك هو أن يكون لديك الرغبة والثقة فى التعافى من المرض النفسى.