حذرالدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس مدير عام منظم الصحة العالمية فى بيان جديد له من الأدوية المغشوشة ودون المستوى، موضحا إن حجم هذه المشكلة وأضرارها لكل من الأرواح والاقتصاد هائل.
وقال: في أحسن الأحوال، تفشل هذه الأدوية في علاج الأمراض أو الوقاية منها، وتبديد الموارد الثمينة واستغلال آمال ومخاوف الأشخاص المعرضين للخطر، وفي أسوأ الأحوال، تسبب الوفاة، وتزيد فرص مقاومة الأدوية، ويعرضوننا جميعًا للخطر.
تقدرمنظمة الصحة العالمية، أن أكثر من دواء واحد من كل 10 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل إما دون المستوى المطلوب أو مغشوشة.
وأضاف، نحن نقدر أن المضادات الحيوية المتدنية الجودة أو المغشوشة لعلاج الالتهاب الرئوي لدى الأطفال دون سن الخامسة تؤدي إلى وفاة ما بين 72000 و 169000 حالة وفاة كل عام، وبالمثل، تشير التقديرات إلى أن مضادات الملاريا السيئة تؤدي إلى ما يتراوح بين 31000 و 116000 حالة وفاة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كل عام، وتشمل الأمثلة الأخرى لقاحات الكوليرا المغشوشة، وأدوية اللوكيميا التي تحتوي ببساطة على الباراسيتامول، وأدوية السكري المعيبة التي تجعل المرضى يعانون من نقص السكر في الدم.
في الوقت نفسه، تشير التقديرات إلى أن البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تنفق أكثر من 30 مليار دولار أمريكي سنويًا على الأدوية دون المستوى المطلوب والمغشوشة.
وأكد، إن هذا ليس هذا فقط فانه يتم اهدار المال العام ، بل يتم استخدامه على المنتجات التي تسبب ضررًا للسكان الذين من المفترض أن تساعدهم، مضيفا، إنه يمكن العثور على المنتجات الطبية دون المستوى المطلوب والمزورة في أسواق الشوارع غير القانونية، وعبر مواقع الويب غير المنظمة، وحتى في الصيدليات والعيادات والمستشفيات.
أصدر نظام المراقبة والرصد العالمي التابع لمنظمة الصحة العالمية، والذي بدأ العمل به منذ عام 2013، أكثر من 70 تنبيهًا عالميًا حتى الآن، تم إصدار العديد من هذه التنبيهات في إفريقيا، وفى العام الماضي وحده، أصدرنا أحد عشر تنبيهًا ، بما في ذلك خمسة تنبيهات لمنتجات كورونا.
وأوضح هناك عدة أسباب لانتشار الأدوية المتدنية الجودة والمغشوشة أهمها:
أولاً: يجبر الافتقار إلى الوصول إلى الأدوية الفعالة والآمنة الميسورة التكلفة الأشخاص اليائسين على شراء الأدوية من مصادر غير موثوقة.
ثانيًا: يسمح الافتقار إلى الحوكمة الرشيدة للفساد بالتغلغل في النظم الصحية ويترك ثغرات تستغلها الجماعات الإجرامية.
ثالثًا : يقوض الافتقار إلى القدرة التقنية سلامة سلاسل التوريد ويحد من قدرة البلدان على حماية صحة شعوبها.
يتطلب وقف بلاء المنتجات الطبية المزيفة والمتدنية الجودة العمل عبر القطاعات محليًا ووطنًا ودوليًا، والعمل عن كثب مع القطاع الخاص، إن إنفاذ القانون، من خلال الرقابة التنظيمية من قبل السلطات التنظيمية الوطنية الناضجة، والتعاون الدولي لا غنى عنه لوقف تدفق هذه المنتجات المعيبة، التي تقوض الصحة العامة.
وقال تسلط جائحة كورونا الضوء على أهمية تبادل المعلومات والتعاون داخل سلاسل التوريد العالمية، بما في ذلك المعلومات الخاطئة التي تنشرها المنظمات الإجرامية، وتعمل منظمة الصحة العالمية على مكافحة الأدوية دون المستوى والمغشوشة منذ سنوات عديدة، وبالتعاون مع الدول الأعضاء لدينا، وضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية شاملة لمنع المنتجات الطبية المتدنية النوعية والمغشوشة واكتشافها والاستجابة لها.
تتضمن هذه الإستراتيجية 12 إجراءً، من التعليم إلى مراقبة الحدود، من سلامة سلسلة التوريد إلى العمليات القانونية الشفافة، مضيفا، إنه قد تم استكمال ذلك من خلال مبادرة لومي، التي التزم فيها القادة الأفارقة بوضع الأدوية المزيفة ودون المستوى المطلوب على أعلى جدول الأعمال السياسي.
تعمل منظمة الصحة العالمية عن كثب مع البلدان في أفريقيا لتعزيز السلطات التنظيمية الوطنية ودعم الإنتاج المحلي للمنتجات الطبية عالية الجودة، لمنع استخدام الأدوية المغشوشة ودون المستوى المطلوب.
وأكد، تعد مشاركة البيانات من السلطات التنظيمية الوطنية أمرًا بالغ الأهمية لجهودنا المشتركة لوقف التجارة في هذه المنتجات غير المشروعة والخطيرة، لذلك يجب علينا تغيير العقلية السائدة بأن الإبلاغ عن هذه المنتجات الطبية السيئة ينعكس سلبًا على البلدان، لا يمكننا إيقاف هذه المشكلة إذا أخفناها، أو تظاهرنا بأنها غير موجودة، مؤكدا، تدعم منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء لدينا لتغيير هذا النموذج، بحيث لا يُنظر إلى المستويات العالية من الإبلاغ على أنها فاشلة، ولكن كمؤشر على الاستجابة الفعالة للمشكلة.
تقدم مؤسسة برازافيل مساهمة مهمة في هذا الجهد من خلال مراجعة التشريعات الحالية المتعلقة بالمنتجات الطبية المتدنية الجودة والمغشوشة.
وأوضح، مثل هذه المعلومات الإستراتيجية ستوجه عملنا في تعزيز الأدوات القانونية المناسبة وتدخلات الصحة العامة، وكما نعلم، ليس لدى منظمة الصحة العالمية تفويض لفرض عقوبات جنائية، لكننا نرحب بالتعاون مع المؤسسات الوطنية التي يمكنها اتخاذ إجراءات قانونية ضد منتجي وموزعي هذه المنتجات الضارة، بإعلان لومي وعملنا المستمر، بعث القادة الأفارقة برسالة واضحة مفادها أنهم سيكافحون الأدوية المزيفة دون المستوى المطلوب بشكل صارم وعاجل، لكن تذكر أن التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو ضمان حصول الناس على أدوية عالية الجودة وبأسعار معقولة.
وقال، لا توجد منتجات طبية متدنية الجودة ومزيفة إلا لأن الوصول إلى الأدوية عالية الجودة وبأسعار معقولة غير موجودة، من خلال اتخاذ إجراءات مركزة ومنسقة، يمكننا إزالة فرصة السوق للأدوية دون المستوى المطلوب والمغشوشة، وستلعب وكالة الأدوية الأفريقية الجديدة التي ستستضيفها رواندا، دورًا حاسمًا في هذا الجهد، مضيفا، بالعمل معًا، يمكننا بناء إفريقيا أكثر صحة وأمانًا وازدهارًا للجميع.