قالت منظمة الصحة العالمية في بيان جديد لها، إنه مع اقتراب نهاية عام 2022، أود أن أتوجَّه بالشكر إلى الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، وشركاء المنظمة، والزملاء في إقليم المنظمة لشرق المتوسط على جهودهم لجعل إقليمنا أكثر صحةً وسلامةً خلال العام الماضي.
وأضاف الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمي لشرق المتوسط، أنه بالنظر إلى الوراء، سنجد أن لدينا الكثير مما يستحق الاحتفال. فبفضل اللقاحات وتدابير الوقاية والمكافحة القوية، أصبح التعامل مع جائحة كورونا أكثر سلاسةً الآن وقد اختُتمت فعاليات معرض إكسبو دبي، وكأس العالم لكرة القدم في قطر، وأُديت فريضة الحج بسلام ونجاح دون أية مشكلات صحية عامة كبيرة.
وتابع: لقد سلَّط مؤتمر المناخ السابع والعشرون الذي عُقِد في شرم الشيخ بمصر الضوء على الروابط الوثيقة بين المناخ والصحة، وسوف يُعقَد مؤتمر الأطراف السابع والعشرين في إقليمنا العام المقبل.
وسنواصل التقدم صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وقبل بضعة أسابيع، اجتمعت الأطراف المعنية من جميع أنحاء الإقليم لمناقشة كيفية تعزيز الرعاية الصحية الأولية، ووقَّعت الدول الأعضاء وشركاء الرعاية الصحية الأولية دعوة القاهرة للعمل من أجل دعم تنفيذ الدبلوم المهني الإقليمي في طب الأسرة على الصعيد الوطني، وتدعم المنظمة الحكومات والسلطات لتعزيز حوكمة النُظُم الصحية، وتشجيع الابتكار، والحفاظ على الخدمات الأساسية، ومعالجة عدم الإنصاف في مجال الصحة.
وقال: كما أننا نحرز تقدمًا في مكافحة الأمراض المُعدية، وقد أُحرز تقدُّم ملحوظ في القضاء على الأمراض في العديد من البلدان، وأبلغ كل بلد في الإقليم بيانات الترصُّد إلى المنصة العالمية لترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات التابعة للمنظمة، ومع ذلك، لا نزال بعيدين عن بلوغ الغايات العالمية، فمنذ عام 2020، لم يتلق 4.5 مليون طفل آخر في الإقليم أي جرعة من أي لقاح روتيني، ويجب أن يكون إيجاد كل طفل لم يحصل على أية جرعات وتطعيمه أولوية قصوى في العام المقبل.
وتعمل البلدان جاهدةً على الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، مثل السرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تتسبب فيما يقرب من 70% من جميع الوفيات في إقليمنا، وقد شهد هذا العام مجموعة كبيرة من الإجراءات، تتراوح بين مكافحة دوائر صناعة التبغ وتحسين الخدمات المقدَمة لمرضى السرطان، إلى دعم التغذية، وتعزيز الصحة النفسية، وغير ذلك الكثير.
ونشهد حاليًا بذل جهود متضافرة للتصدي للمحددات الأساسية لاعتلال الصحة وتعزيز الصحة والعافية طيلة العمر. وإنني فخور بأن المبادرة الإقليمية للصحة من أجل السلام التي أُطلِقت في عام 2019 قد تحولت إلى المبادرة العالمية للصحة من أجل السلام، في حين أيَّد إقليمنا بقوة اتخاذ قرار تاريخي بشأن الصحة والعافية في الدورة الخامسة والسبعين لجمعية الصحة العالمية في مايو.
وتدل كل هذه الإنجازات على أن الابتكار والتقدم ممكنان في جميع أنواع البيئات والظروف. وقد أثبتت الدورة التاسعة والستون للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية التي عُقِدت في كتوبر هذه النقطة أيضًا من خلال معرض لقصص النجاح في مجال الصحة من كل بلد في الإقليم. وكانت بعض المشاريع البارزة رائعة في بساطتها، في حين استخدمت مشاريع أخرى تكنولوجيا متطورة، ولكنها كانت كلها مبتكرة وأظهرت كلها التضامن والرعاية للجميع.
وينبغي أن توفر استراتيجية إقليمية جديدة بشأن الصحة الرقمية دَفعةً أخرى للابتكار في المستقبل، وسنسعى أيضًا إلى تسخير قوة الشراكات الاستراتيجية من أجل الصحة من خلال التحالف الصحي الإقليمي.
وما زلنا نواجه تحديات هائلة، وإلى جانب فيروس كورونا، لا تزال التهديدات المتنوعة للصحة العامة تتسبب في خسائر فادحة للمجتمعات والاقتصادات في إقليمنا. ويتأثر ما يقرب من نصف بلدان الإقليم تأثرًا مباشرًا بالنزاعات والأزمات الإنسانية الأخرى؛ ويحتاج أكثر من 111 مليون شخص إلى المساعدة؛ كما أن ثلثي اللاجئين في العالم هم من سكان الإقليم.
ومن الملفت للنظر أن هذا الإقليم يضم 9% من سكان العالم، بينما يحقق نسبة لا تتجاوز 2% من الإنفاق العالمي على الصحة، الأمر الذي يُعرّض الكثير من الأُسر لضائقة مالية متزايدة وتكاليف صحية باهظة.
وقد حان الوقت الآن لإعادة البناء بشكل أفضل وأكثر عدلًا، استنادًا إلى كل ما تعلمناه من جائحة كوفيد-19. وعلينا أن نركز على الاستثمارات المستدامة في مجال الصحة في إطار السعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.