قال الدكتور أحمد بن سالم المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن الأطفال أمانة فى أعناقنا وهم مستقبل البشرية ويجب أن نعمل يدا بيد لحمايتهم من الأمراض المعدية، موضحا أن التطعيم هو أحد أنجح الوسائل للقضاء على مختلف الأمراض وتقليص انتشارها، واختفاء الكثير منها، وعلينا أن نشرك أفراد المجتمع من خلال مختلف البرامج ولدينا برامج ناجحة فى الكثير من دول الإقليم.
وأضاف يجب دعم جميع النظم الصحية، والحروب لا تجلب إلا الخراب والدمار وهدم ما بناه الأجداد لسنوات، سواء فى التاريخ القديم والحديث.
من جانبه قال صالح على المرى، مساعد وزير الصحة العامة للشئون الصحية بوزارة الصحة العامة، فى قطر، خلال مؤتمر صحفى حول شلل الأطفال والتمنيع الروتينى فى إقليم شرق المتوسط، كثيرًا ما نطالع صورًا وقصصًا فى وسائل الإعلام عن حملات التطعيم، وعن العاملين الصحيين الذين يسعون برغم كل الصعاب للوصول إلى الأطفال فى المناطق النائية، وعن الأطفال الذين يتلقون التطعيم فى المنازل أو فى المرافق الصحية، وعن الأمهات والآباء الذين يحرصون بكل جد على ضمان حصول أطفالهم على أحدث التطعيمات الروتينية، لكن فى بعض الأحيان نرى أيضًا القصص التى تسلط الضوء على تكلفة التقاعس عن العمل، طفل مصاب بشلل الأطفال، مجتمع يعاني من الحصبة أو الدفتيريا.
وأضاف لقد لعبت اللقاحاتدورًا بارزًا فى منح الأطفال حياة يتمتعون فيها بالحماية من جميع الأمراض التى يمكن الوقاية منها، وقد ساعدتنا اللقاحات المأمونة والفعالة على وقف تفشى الأمراض والقضاء على الأمراض المدمرة مثل الجدرى الذى أصاب العالم فى يوم من الأيام وهدد رفاه الأطفال وعافيتهم.
وأكد تتواصل الجهود العالمية لاستئصال فيروس شلل الأطفال البرى المتوطن فى بلدين فقط هما أفغانستان وباكستان، وفى حقيقة الأمر، فإن إقليمنا هو الإقليم الوحيد الذى لا يزال فيروس شلل الأطفال البرى متوطنًا فيه، وقد حقق كلا البلدين اللذَين يتوطن فيهما شلل الأطفال خطوات واسعة في بناء المناعة ضد شلل الأطفال ومحاصرة الفيروس لأصغر حيز جغرافي على الإطلاق، مما يقربنا أكثر من أي وقت مضى من تحقيق هدف الاستئصال العالمي.
وأضاف بصفتى الرئيس المشارك للجنة الفرعية الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدى لفاشياته، فقد شهدتُ التضامن الإقليمى وقيادة وزراء الصحة فى إعطاء الأولوية للتطعيم ضد شلل الأطفال، فى كلٍ من البلدان التى يتوطن فيها شلل الأطفال والبلدان المتضررة من فاشيات شلل الأطفال.
ومع ذلك فإن عدم الإنصاف والتردد فى أخذ اللقاحات والمعلومات المضللة والأزمات الإنسانية المعقدة تضيف طبقةً من التعقيد إلى جهودنا الرامية إلى تعزيز التمنيع فى إقليمنا، موضحا أنه ولكي نغير مجرى الأمور ونلحق بالركب لتعويض فرص التطعيم الضائعة، علينا أن نضطلع بدور مهم في ضمان إتاحة خدمات التمنيع التي تتّسم بالفعالية والكفاءة والقدرة على الصمود أمام جميع الناس، بوصفها جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية الأولية، ولنتذكر جميعًا أن المجتمعات الصحية هي العمود الفقري للبلدان الناجحة.
وأضاف كما أن إتاحة الفرصة للأطفال لكى ينموا ويكبروا فى بيئة يحصلون فيها على التمنيع الروتينى أولًا بأول أمر يعود بالنفع علينا جميعًا، وبالرغم من كل شىء، وكما عَلَّمنا شلل الأطفال والأمراض المُعدية الأخرى، لا يتحقق الأمان لطفلٍ حتى يتحقق لجميع الأطفال.