الأصدقاء هم نور الحياة ولا يستطيع الإنسان العيش بدون أصدقاء، ولكن التعقل فى كل شىء يضمن التوازن والسيطرة على مجريات الحياة، والإفراط فى اكتساب الأصدقاء على الدوام عادة خطيرة، جيدة فى بدايتها، سيئة النتائج فى منتهاها، حسبما يوضح خبراء الطب النفسى، مشيرًا إلى مدى تأثير هذه المشكلة على الأزواج بصفة خاصة، وفقا لموقع صحيفة اكسبريس البريطانية.
وتشير الدراسة إلى أن أساس الحياة بين الزوجين تقوم على المودة والسكن، وكلا الطرفين يسعى لمتابعة تفاصيل حياة الأخر، وتقديم أكبر قدر من المتطلبات العاطفية والنفسية كى يصلا إلى الإشباع النفسى والاطمئنان لتواجدهما معا، ولكن كثرة العناصر المتداخلة يمكن أن يؤثر على استقرار هذا النمط من الحياة الزوجية، من بين هذه الأنماط المقلقة الرغبة الدائمة فى اكتساب المزيد من الأصدقاء، وإقحامهم بشكل كبير فى الحياة الخاصة.
لا نقصد هنا أن على الزوجين عدم اكتساب الأصدقاء، فهذا منافى للطبيعة وغير صحى من الناحية النفسية، ولكن تقنين الأمر هو السر، فتقنين توزيع وقت الزوجين مع حجز النصيب الأكبر فى وقت كل منهما لبعضهما البعض، هو سر إنجاح العلاقة الزوجية، وتخصيص وقت للأصدقاء صحى جدا من الناحية النفسية والعاطفية، وهو ما يحفظ التوازن الحقيقى فى العلاقات، ولكن الإفراط فى اكتساب الأصدقاء يهدد القدرة على توزيع وقت الزوجين والإيفاء بمتصلبات كل جزء فى حياتهم الخاصة الزوجية والعامة مع الأهل والأصدقاء".
والإفراط دون وعى قد يساعد بالتدريج على ظهور المشكلات بين الزوجين، وحدوث شروخ زوجية بينهما، دون أن يعلما أن السبب هو التباعد النفسى والعاطفى بينهما بسبب التشبع العاطفى والنفسى من الأصدقاء الكثير، وهو ما يحطم ميزان التوازن فى علاقة الشخص بعمله وحياته الزوجية وعائلته بشكل عام، وبينه وبين شريكة العمر بشكل خاص.