حصل العالم اليابانى "سوشينورى أوسومى" على جائزة نوبل فى الطب لعام 2016، بعد تجاربه الرائدة التى كشفت عن "الالتهام الذاتى" وهى آلية تدمير طبيعية تفكك بصورة منظمة المكونات غير الضرورية، حيث تتخلص الخلايا من هذه المكونات وتجدد نفسها للمحافظة على وظائفها الحيوية.
ويوضح الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، استشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة جامعة عين شمس، فائدة هذه التجارب، قائلا: "تساعد هذه التجارب فى شرح ما الذى يحدث فى عدد كبير من الأمراض وفهم الكثير من العمليات الفسيولوجية مثل التكيف مع الحرمان من الماء والغذاء والصيام ومواجهة العدوى، وستساهم هذه التجارب فى فهم أفضل لأمراض السرطان، والشلل الرعاش، والنوع الثانى من مرض السكر".
وأضاف: "هناك مجموعة من الوظائف الخاصة بالالتهام الذاتى، حيث يعمل كآلية مناعية يلعب دورا حيويا فى تدمير الميكروبات التى تصل للخلايا، بالإضافة إلى السيطرة على عملية الالتهابات وتنشيط الخلايا المناعية وإفراز وسائط كيميائية، ويعمل على تدمير الجزئيات المسرطنة أولا بأول وتنظيف الخلايا من المحتويات المعيبة".
وأشار الدكتور "بدران" إلى أن هناك مجموعة من الخطوات الطبيعية التى ننشط بها الالتهام الذاتى، وذلك عن طريق التغذية الصحية المتوازنة، وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة والتى أبسطها السير نصف ساعة على الأقل يوميا، بالإضافة إلى الصوم المنتظم يوم أو يومين فى الأسبوع".
وعن مضاعفات اختلال الالتهام الذاتى قال الدكتور "بدران" : "نقص الالتهام الذاتى يسبب تراكم للإفرازات وبقايا الالتهابات، فضلا عن مكونات ضارة تدمر الخلايا وهو ما يسبب شيخوخة الخلايا مما يقلل من كفاءتها الوظيفية، وهو ما يؤدى إلى الإصابة بكل أنواع السرطان، والعدوى المتكررة والشيخوخة المبكرة".