المتعارف عليه بين الناس أن الجسد هو الذى يمرض ولا يعلمون أن النفس أيضا تمرض، وألمها أشد أثرا وأكثر ألما من الألم العضوى ونفسيتك تتغير أحيانا بسرعة كبيرة، عندما تتعرض لموقف محزن أو محرج فى حياتك الشخصية والاجتماعية ويصيبك ذلك بمرض عضوى، فمثلا إذا شاهدت وجهاً عابساً أو سمعت كلمة سيئة من شخص قد تفقد شهيتك تماماً للطعام رغم جوعك الشديد، هذا يعنى أن الموقف جعلك تفقد شهيتك للطعام لمجرد أنك حزنت وتأثرت بالموقف، وأيضا إذا تعرضت لصدمة لم تتوقعها من شخص عزيز عليك تشعر بآلام شديدة فى المعدة، وقد تتعجب من السبب، وهناك الكثير من المواقف والكلمات قد تغير مجرى يومك إما للأفضل أو للأسوأ، وكل ذلك يسمى بالأمراض "النفسجسمية"، كما يوضحها د.محمد غانم أستاذ الطب النفسى psychosomatic disease.
وفى ذلك أكد الدكتور محمد غانم، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس أن الأمراض النفسية قد تسبب أمراضا جسمانية تسمى فى عالم الطب النفسى أمراض "النفسجسمية"، وهى عبارة عن مجموعة من الأمراض العضوية الأصل فيها والسبب الرئيسى لها هى العوامل النفسية وقد تزيد من شدة الألم العضوى، والأمثلة على تلك الأمراض كثيرة مثل (الذبحة الصدرية - ارتفاع ضغط الدم - الربو الشعبى - البول السكرى - قرحة المعدة - الصداع النصفى – السمنة - حب الشباب - الصدفية".
وأضاف أستاذ الطب النفسى أن هذه الأمراض ترتبط بشدة بالانفعالات النفسية والحالة الوجدانية للمريض، موضحا أن طرق علاج الأمراض النفسجسمية لا يتم بالعلاج العضوى إلا إذا صاحبه علاج نفسى، فمن الصعب علاج قرحة المعدة بالعقاقير أو بعملية جراحية فقط دون الأخذ فى الاعتبار الظروف النفسية التى أدت لظهورها بداية واستمرارها بعد ذلك، وبالتالى لابد أن يشترك الطبيب النفسى مع الطبيب المختص "حسب المرض" فى العلاج حتى نضمن تمام الشفاء واستمراريته.