الصلع وتساقط الشعر من أكثر المشاكل الجمالية التى يتعرض لها الرجال والنساء على حد سواء، وهناك العديد من الأسباب التى تقف وراء الإصابة به ولكن مؤخرا كشفت الأبحاث والدراسات الطبية الحديثة، النقاب عن عدد كبير من الوسائل والطرق العلاجية المبتكرة للقضاء على الصلع.
فى السطور التالية يوضح لنا أطباء الأمراض الجلدية كل ما يتعلق بالصلع والطرق التقليدية الحديثة لعلاجه.
تعليق الصورة: ضعف بصيلة الشعر أهم أسباب تساقطها
أسباب الإصابة بالصلع وتساقط الشعر
تنقسم أسباب الإصابة بالصلع إلى العوامل الداخلية المتعلقة بالحالة الصحية، والعوامل الخارجية الناتجة عن طريقة التعامل والعناية بالشعر.
الأسباب الداخلية للصلع
يقول استشارى الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر، الدكتور أكمل سعد حسن إن الإصابة بالأنيميا وفقر الدم والإصابة بالصلع الذكورى الهرمونى، والعوامل النفسية هى أهم الاسباب الداخلية للإصابة بالصلع.
وأوضح أكمل أن الكشف عن أسباب الصلع الداخلية يكون بالخضوع لعدد من الفحوصات المعملية على رأسها تحليل صورة الدم الكاملة، للتأكد من عدم وجود نقص فى عناصر الجسم والذى يؤدى بصورة مباشرة للإصابة بالصلع فيما يرجع الصلع الذكورى فى المقام الأول للعامل الوراثى، وهو ما يمكن الاستدلال عنه بواسطة الكشف عن الحالات الوراثية الموجودة بالعائلة وقد ترجع أسباب الإصابة بالصلع لاضطراب الهرمونات والغدد ما يستلزم إجراء أشعة على الغدد وتحليل نسب الهرمونات.
الأسباب الخارجية للصلع أهمها استخدام الجيل
الجيل أحد أهم مسببات الصلع
وعن الأسباب الخارجية التى تؤدى لتساقط الشعر والتعجيل بأعراض الصلع، يقول د. أكمل سعد أن استخدام مستحضرات التجميل التى تحتوى على نسبة عالية من المواد الكيميائية وعلى رأسها مثبتات الشعر (الجيل)، تأتى على قائمة العوامل الخارجية المسببة للصلع، وتساقط الشعر لدى الرجال والنساء، خاصة فى حالة وجود استعداد وراثى للإصابة بالصلع الذكورى.
يليه مستحضرات التجميل والإسراف فى استخدام مجففات الشعر ومواد التلوين (الصبغة) وعدم الحرص على تعرض الشعر للتهوية المناسبة، كما يحدث فى حالة ارتداء غطاء الرأس ساعات طويلة على مدار اليوم.
الصلع الذكورى لا يقتصر على الرجال
النساء أيضا يصبن بالصلع الذكورى بعد الأربعين
والصلع الذكورى الوراثى أحد أشهر أنواع الصلع، وغالبا ما يرتبط بالرجال، لكن الأطباء يؤكدون أن النساء أيضا يصبن بالصلع الوراثى.
وغالبا ما تصاب المرأة بأعراض الصلع وتساقط الشعر الوراثى منذ بداية العقد الرابع، كما يقول أستاذ الأمراض الجلدية الدكتور حامد عبد الله موضحا أن النساء يصبن بالصلع الذكورى الوراثى نتيجة لوجود جين الصلع لديهن منذ لحظة الولادة، ولكن لا يظهر تأثيره قبل الأربعين نظرا لنشاط هرمون الأنوثة.
ومع بداية مرحلة انقطاع الطمث وانخفاض نسبة هرمون الأنوثة، يبدأ تأثير جين الصلع الوراثى فى الظهور ويتسبب فى تساقط الشعر.
علاجات الصلع التقليدية والحديثة
ويمكن تقسيم الوسائل العلاجية لشقين هما التقليدية والحديثة.
المينوكسيديل أهم العلاجات التقليدية للصلع
تعليق: المينوكسيديل أحد أهم علاجات الصلع الهرمونى
ويعد المينوكسيديل من أهم العلاجات المتبعة لسنوات طويلة فى علاج الصلع، حيث يقول حامد عبد الله إن المينوكسيديل أشهر العلاجات التقليدية لوقف الصلع وعلاجه، وعلى الرغم من تطور الوسائل العلاجية إلا أنه لا يزال محتفظا بمكانته المتقدمة.
طريقة استخدام المينوكسيديل لعلاج الصلع
والمينوكسيديل من العلاجات الموضعية التى تستخدم بصورة مباشرة على فروة الرأس، وتعمل على تحفيز بصيلة الشعر على النمو مرة اخرى، وتكوين بصيلات جديدة، كما تعمل على وقف تساقط الشعر خاصة فى حالة الصلع الذكورى.
ما سبق تؤكده أخصائية الأمراض الجلدية الدكتورة هديل جهاد موضحة طريقة استخدام المينوكسيديل، والتى تبدأ بالاستخدام اليومى حيث تدهن العلاجات التى تحتوى على تلك المادة بصورة مباشرة فى فروة الرأس يوميا، ولمدة شهر كامل ومع الشهر الثانى تقل مرات الاستخدام لتصبح يوما بعد يوم، وفى الشهر الثالث تقل إلى مرتين فى الاسبوع وهو المعدل الذى يجب الاستمرار عليه طوال العمر لتجنب تساقط الشعر بصورة مفرطة.
وتوضح هديل أن علاجات المينوكسيديل المستخدمة للصلع تنتج بتركيزات مختلفة فالرجال يستخدمون العلاجات التى تحتوى على تركيز المينوكسيديل بدرجة 5% فيما تستخدم النساء الدرجات المخففة للمينوكسيديل وبنسبة 2%.
زراعة الشعر أهم وسيلة جراحية لعلاج الصلع
بصيلات شعر بعد زراعتها
زراعة الشعر لعلاج الصلع من أكثر الجراحات التجميلية شيوعًا بين الرجال، والنساء أيضا وتعد من أهم وأنجح الوسائل التقليدية لعلاج الصلع.
وعن جراحة زرع الشعر يقول الدكتور إبراهيم عيادة أستاذ الجراحة العامة والتجميل بكلية طب قصر العينى إن أهم حالات الصلع التى تحتاج زراعة شعر المصابون بالصلع الهرمونى الوراثى فالصلع الناتج عن العوامل الوراثية يصعب علاجه بالطرق الدوائية بشكل نهائى، فأغلبها يعمل على الحفاظ على بصيلات الشعر المتواجدة بالفعل، لكنها لا تساعد على نمو بصيلات جديدة، كما تتطلب الطرق الدوائية متابعة مستمرة فى استخدامها طوال العمر، ما يعد أمرًا مزعجًا للبعض ويصعب تحقيقه والالتزام به، كما أن نتائجه غير مرضية للكثيرين.
وتبعًا لرأى عيادة فإن أغلب الحالات لا تتطلب أكثر من جلستين لزراعة البصيلات، يفصل بينهما ستة أشهر، وغالبًا ما يتم زراعة نحو 700 جرافت فى الجلسة الواحدة.
كما يؤكد عيادة أن بصيلات الشعر التى تتم زرعها تعامل معاملة الشعر الطبيعى من حيث النمو والتعرض لعوامل الجفاف والتقصف.
العلاجات الحديثة للصلع
وفى السنوات الأخيرة بدأت الأبحاث الطبية توجه اهتمامها لابتكار علاجات فعالة للقضاء على الصلع، وبالفعل أظهرت أغلبها نتائج مبشرة لعلاج الصلع ومنع انتشاره بوسائل مبتكرة وغير تقليدية وأكثر فاعلية من الطرق القديمة.
الخلايا الجذعية علاج حديث وفعال للقضاء على الصلع لكن بشروط:
الخلايا الجذعية علاج جديد للصلع
ويعد استخدام الخلايا الجذعية من أحدث الوسائل العلاجية التى بدأ اتباعها فى السنوات الأخيرة للقضاء على الصلع.
وعن هذا العلاج تقول أخصائية الأمراض الجلدية هديل جهاد إن العلاج بالخلايا الجذعية يعتبر من أفضل وأحدث الطرق المتبعة لعلاج مرض الصلع موضحة ان الخلية الجذعية هى الخلية الأم لجميع خلايا الجسم، وتعرف بـ"الخلايا البدائية" وبعد استخلاص هذه الخلايا يتم فصل مواد النمو منها، وهى المواد التى تساعد الخلايا الجذعية على التكاثر بمعدل قد يصل إلى 250 مرة.
تلك المواد – تقول هديل - هى التى يتم حقنها فى فروة الرأس لعلاج الصلع حيث تعمل على تحفيز ونمو الخلايا الجذعية القديمة الموجودة بالجلد والتى قد تكون توقفت عن النمو مسببة الصلع.
وتوضح هديل أن علاج الصلع بالخلايا الجذعية لا يصلح لجميع الحالات فهذا العلاج يحظر استخدامه لمرضى الأورام السرطانية حتى لو تم الانتهاء من علاج السرطان بشكل كامل.
كما يحظر علاج الصلع بالخلايا الجذعية فى النساء اللاتى لديهن تاريخ وراثى لأورام الثدى، لأن مواد تحفيز النمو التى تستخدم فى تحفيز الخلايا الجذعية يمكنها أن تنتقل إلى الدم ومنه إلى الخلايا السرطانية الكامنة أو القابلة للتحول، ما يؤدى إلى تحفيزها أو نموها مرة أخرى.
علاج للروماتيد يقضى على الصلع
من أحدث العلاجات التى تساهم بصورة فعالة فى القضاء على الصلع تبعا لأحدث الدراسات يؤكد استاذ مساعد واستشارى الامراض الجلدية الدكتور محمد لطفى الساعى اكتشاف عقار جديد مؤخرا يمكن من خلاله معالجة الصلع، ليعيد نمو الشعر فى غضون أيام، خصوصا أن فئران التجارب التى اختبر عليها الدواء نما شعرها فى أيام قليلة.
كما أثبت الدواء فاعليته على بصيلات شعر الإنسان فى بعض التجارب البسيطة جدا، الأمر الذى أعطى الأمل فى أن هذا الاكتشاف سيؤدى إلى طفرة فى علاج الصلع، ويعمل هذا الدواء عن طريق صدم مجموعة الإنزيمات داخل بصيلات الشعر التى أصبحت كامنة فى "حالة الراحة" بهدف تنشيطها على نحو فاعل. ويوضح واستشارى الامراض الجلدية الدكتور محمد لطفى الساعى أن هذا العقار فى الأصل علاج لبعض أمراض الروماتويد ولكنه يعزز نمو الشعر عند وضعه على الجلد.
ما تم اكتشافه هو أمر مبشر، رغم أنه لم يعلن بعد عن أنه علاج للصلع النمطى وفى حاجة للمزيد لاختبار قدرته على تحفيز "مثبطات إنزيمات جاك" من أجل استعادة نمو الشعر وعلاج الصلع عند استخدام تركيبات صُنعت خصيصا لفروة الرأس.
انتبه.. الصلع مؤشر لزيادة فرص إصابتك بأمراض القلب
يؤكد استشارى الأمراض الجلدية الدكتور محمد لطفى الساعى أنه وبجانب الأسباب المعروفة للإصابة بالصلع ففى العديد من الأحيان قد يكون فقدان الشعر والإصابة بالصلع هو أول إشارة مرئية على أمراض القلب، لكن فقط فى حالات صلع مقدمة الرأس.
ويستشهد الساعى بالعديد من الدراسات التى أجريت لسنوات على حوالى 40 ألف رجل، حيث وجد أن هؤلاء الذين لديهم نمط الصلع الذكورى، ويفقدون الشعر فى مقدمة رأسهم، تزداد مخاطر إصابتهم بأمراض القلب بنسبة 70% وكلما سقط شعرهم فى سن أصغر، كلما زادت احتمالات الصلع وزادت مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
بينما أكدت دراسات أخرى أن مرضى الصلع هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض الشريان التاجى بنسبة ٧٠% وارتفعت النسبة إلى 84% لدى الذين أصيبوا بالصلع فى مراحل مبكرة من حياتهم.
وأوضحت الدراسات أيضا أن الصلع الذى يحدث مع التقدم فى العمر يؤثر على الصحة العامة بنحو 30 إلى 40% لدى الرجال البالغين بشكل عام، فى حين ترتفع النسبة إلى 80% بين الرجال فى سن الثمانين.
وتفسير تلك الدراسات استند على أن ارتباط الصلع الذكورى بأمراض القلب يحدث نتيجة ارتفاع هرمون التستوستيرون، والذى يتسبب فى موت بصيلات الشعر، كما يرفع أيضا وبالتوازى فرص الاصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.