تقول بعض الأبحاث إنه ليس من الضرورى أن يتعرض الشخص للصدمة مباشرة لكى يتأثر بها، لكن نتائح دراسة جديدة أظهرت أنه بمجرد وجود الشخص فى نطاق تعرض آخر لصدمة أو شخص يمر بتجربة مرهقة، يمكن أن يتسبب فى حدوث تغييرات فى معالجة المعلومات بالدماغ، ونشرت نتائج هذه الدراسة فى مجلة Neuropsychopharmacology.
وقالت الدراسة إن اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأشخاص بعد تعرضهم لحادث مخيف أو خطيرأو صدمة.
وتقول الدراسة، إن حوالى 7 أو 8 % من الأشخاص تعرضوا لهذه الحالة الطبية، وأعراضها تختلف من شخص لآخر، ولكن هناك أعراضا مشتركة منها الأفكار السلبية الدخيلة، وتجنب بعض الأماكن أو الأحداث أو الأشياء، والشعور بالفزع طوال الوقت.
وقال معد الدراسة اليكسي موروزوف أستاذ مساعد في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا " إن الأطفال الذين شاهدوا التغطية الإعلامية لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية هم أكثر عرضة لتطوير اضطرابات ما بعد الصدمة فى وقت لاحق فى الحياة عندما يتعرضون بالفعل لحدث سلبى آخر."
في عام 2008، قدمت مؤسسة راند- وهى مجموعة غير ربحية - عددا من الدراسات حول اضطرابات ما بعد الصدمة فوجد الباحثون أن الأشخاص الذين لم يتعرضوا لحادث خطير بالفعل كانوا عرضة لتطوير اضطرابات ما بعد الصدمة كالذين شهدوا الحدث بالفعل.
فى دراسات سابقة قدمها معهد بحوث فرجينيا للتكنولوجيا فى تجربة أجريت على الفئران، وجدوا أن الحيوانات التى شهدت التوتر عند حيوانات أخرى دون أن يعيشوا فيها بالفعل كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
وحقق فريق البحث فى التغيرات العصبية التى قد تدعم التغيرات السلوكية على وجه التحديد، وبحثوا فى قشرة الفص الجبهى، وهى منطقة من الدماغ تشارك فى فهم الحالة النفسية للآخرين والتعاطف معهم.
تضمنت التجربة وضع اثنين من الفئران فى أقفاص مجاورة وتم فصل أقفاص بجدار بزجاج شبكى مع فتحات كبيرة بما يكفى لتكون قادرة على سماع ولمس كل منهما الآخر، وتلقى واحد من الفئران 24 صدمة كهربائية من خلال أرضية القفص بين كل منهما 10 ثوان، بينما لم يتلق الفأر الآخر أى صدمات وتم فحص دماغ الفأر الذى لم يتلق الصدمات.
ورسم فريق البحث نقل الإشارات من خلال نقاط الاشتباك العصبى المثبطة التى تخفف من قوة الإشارات التي يتم شحنها إلى قشرة الفص الجبهي من مناطق الدماغ الأخرى.
التغييرات التي قاسها الفريق تشير إلى أن الاتصالات التي زادت من خلال نقاط الاشتباك العصبي في الطبقات العميقة من القشرة الدماغية،ولكنها قلت في الطبقات الأكثر سطحية، واختتم فريق البحث بأن فحص دماغ الفأر الذي لم يتعرض للصدمة تشابه إلى حد كبير بالفأر الثاني فيما يخص التعرض لاضطرابات ما بعد الصدمة.