قال الدكتور بدر الدين مصطفى أستاذ ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بطب عين شمس، ورئيس وحدة زراعة القوقعة بمستشفى بهتيم للجراحات التخصصية، إنه تم تجهيز الوحدة كاملة بكل الإمكانيات لتقييم المرضى، ومتابعتهم وتقييم النتائج، موضحا أن كل هذه الخدمات تابعة للتأمين الصحى.
وأضاف الدكتور بدر الدين مصطفى خلال افتتاح وحدة السمعيات والتخاطب "التأهيل" بمستشفى بهتيم أنه من المتوقع زراعة قوقعة لـ700 مريض يعانون من الضعف الشديد فى السمع كل عام، موضحا أن هيئة التأمين الصحى تكفلت بكل النفقات المتعلقة بعلاج المريض شاملة الجراحة، وثمن الجهاز، والتقييم السمعى والتأهيل التخاطبى بعد العملية، وهو ما يجعل من الوحدة بعد التجديد مركز متكامل لتقديم الخدمة الطبية المتعلقة بزراعة القوقعة.
وأوضح أن الطفل بعد عملية زراعة القوقعة يمكنه الانخراط مع زملائه الطبيعيين إذا كان مستوى ذكائه يسمح بذلك بدلا من أن يكون شخصا معاقا، مشيرا إلى أن السمع من الحواس القليلة التى يمكن تعويضها بالأجهزة الحديثة، والتى ظهرت لأول مرة عام 1978 فى أستراليا وتم تعميمها فى العالم كله وتم زراعة القوقعة فى حالات الضعف الشديد للسمع، والتى لا يمكن مساعدتها بالمعينات السمعية التقليدية، موضحا أنه بدأ زراعة القوقعة فى مصر عام 1997 بطب عين شمس بمشروع محدود، وكانت معايير اختيار المرضى شديدة الدقة وشجعت النتائج المرضية للتوسع فى هذا المشروع فى مراكز متعددة فى مصر.
وأضاف الدكتور بدر الدين مصطفى أن ضعف السمع الشديد الذى يستدعى زراعة القوقعة يمثل 3 فى الألف من المواليد والغالبية العظمى نتيجة صمم وراثى وهذه النسبة أعلى من المعدلات العالمية بسبب زواج الأقارب المنتشر، والعامل الثانى هو العدوى خاصة الالتهاب السحائى "الحمى الشوكية"، وتزيد عليه الإصابات بسبب بعض العقاقير مثل بعض المضادات الحيوية مثل مجموعة "الامينوجليكوسيد" والحوادث مشيرا إلى أن نسبة نجاح عمليات زراعة القوقعة تعتمد على مجموعة عمل متكاملة تقيم المريض قبل الجراحة وتتابع تأهيل المريض على المدى الطويل، موضحا أنه قبل اتخاذ قرار زراعة القوقعة يتم تقييم المريض بوساطة الجراح واستشارى السمعيات والتخاطب والتقييم النفسى.
وأوضح أنه تتم مناظرة كل الفحوصات المطلوبة وتقييم الطفل وتقديم النصائح لأهل الطفل لتأهيل الأهل على العبء الذى سيتحملونه فى تدريب الطفل، ومتابعته مدى الحياة حتى ينخرط فى الدراسة العادية واكتساب اللغة.
وأضاف أن زراعة القوقعة لها شروط أهمها تكون الأذن الداخلية بصورة جيدة ووجود عصب سمعى فعال ومستوى ذكاء مقبول للطفل، مؤكدا أن السن الأمثل لزراعة القوقعة هو قبل سن عامين، رغم أنه يمكن تمديد هذا العمر إلى سن 5 سنوات، أما بعد ذلك إذا كان الطفل لم يكتسب لغة فإن النتائج تكون غير مرضية وفى بعض الأحيان لا ينصح بزراعة القوقعة، أما فى البالغين بعد اكتساب اللغة فلا توجد حدود سنية طالما اكتسب اللغة وفقد السمع بعدها، فيمكن زراعة القوقعة دون التقيد بسن محدد.
جدير بالذكر أن الافتتاح حضره الدكتور أحمد عطا مدير مستشفى بهتيم للجراحات التخصصية للتأمين الصحى، والدكتور جمال حجاج مدير عام فرع القليوبية للتأمين الصحى والمدير الإقليمى للشركة الموردة للقوقعة.