أرسلت إحدى قارئات انفراد تتساءل: لدى طفل عمره سنتين أعانى معه كثيراً، حيث إنه يستيقظ من النوم بشكل مفاجئ ويبدأ بالصراخ ويضرب من حوله ويضرب نفسه، وعندما يكون مستيقظ دائما أراه متوترا وعصبيا وعنيدا وعلى أقل شىء يصرخ بشدة بسبب أو بدون سبب وفى بعض الأحيان يلقى بنفسه عمدا فى الأرض ولا أعلم ماذا أفعل معه، وما المرض الذى أصيب به، هل يعانى من فرط الحركة؟
وتجيب على هذا التساؤل الدكتورة "هبة الشهاوى" أستاذ الطب النفسى جامعة عين شمس بوحدة طب نفسى أطفال، قائلة: "عصبية الأطفال انتشر فى المجتمع الفترة الأخيرة نظرا لعنف الآباء معهم وكثرة مشاهدتهم لمشاهد عنيفه سواء فى التليفزيون أو فى الشارع، وتحلل الأمهات حالة طفلهم فى بعض الأحيان على أنه يعانى من فرط الحركة، ولكن هذا ليس صحيح، لأن فرط الحركة لا يتم تحديده إلا بعد عمر الـ3 سنوات ووفقا لمجموعة من الاختبارات، ولكن العصبية والمزاج السيئ هى أعراض لتوتر وقلق الطفل.
وأضافت أنه يمكن السيطرة على هذه الحالة فى المنزل عن طريق الحد من العنف الذى يمارسه الأهل مع أطفالهم بالإضافة إلى العصبية الزائدة التى يخرج فيها الأهل طاقتهم السلبية وتعبهم من العمل فى أطفالهم، وهذا لا يعنى عدم عقاب الطفل عما يفعله من خطأ لكن لابد أن تكون وسيلة العقاب تكون غير عنيفه عن طريق حرمانه من لعبة الطفل يفضلها أو خروجه أو التراجع عن شراء لعبة جديده له.
وتابعت وفى حالة إلقاء نفسه على الأرض على الأم عدم التحدث إليه أو الاهتمام به فى هذا الوقت، لأنه يقوم بذلك لجذب الانتباه له والحصول على تعاطف المحيطين به لتحقيق ما يرغب به، وتستمر الأم فى عدم الانتباه له حتى ينتهى من مشهد إلقاء نفسه على الأرض، ثم تجلس الأم مع الطفل للتحدث معه بهدوء لتفهم ماذا حدث.
وعن الاستيقاظ فى الليل بالصراخ، أشارت الدكتورة "هبة" إلى أن الطفل يشعر بحالة من التوتر والقلق ويتم ترجمة هذا الشعور فى عقله الباطن فى صورة كوابيس توقظه من النوم بالصراخ وللتغلب على هذه المشكلة تزيد الأم من طمأنته وتعطيه المزيد من الاهتمام والجلوس للتحاور معه فى كل ما يشغل تفكيره واللعب معه، لكن فى حالة اصطحاب هذه الأعراض إلى عض اللسان، وعند الاستيقاظ لا يعرف من يحيطين به، والتبول اللاإرادى، يفضل الذهاب للطبيب لعمل رسم على المخ للتأكد من عدم وجود خلل فى المخ.