"مرضك النفسى قرارك" كانت تلك إجابتى على سيدة تعانى من قلق شديد من إصابتها بالاكتئاب فى المستقبل، لأن هذا المرض موروث بالعائلة.
نعم، لو لديك مجموعة من الجينات تحمل صفات وراثية من شأنها زيادة احتمال إصابتك بالمرض النفسى، فإن إصابتك به تتوقف على تركيبتك النفسية واستعدادك فى وجه الضغوط.
والتركيبة النفسية المقصود بها طريقة تفكيرك ومواجهتك للظروف هل انسحابى وتستسلم ودائم الشكوى والضجر ودائم الاحساس بالظلم والحرمان، وترى نفسك الضحية المهمل، لا صديق ولا احبة، الظروف صعبة والحياة اصعب، تشعر ان الزمان ليس بزمانك، تحمل نفسك مسؤليه ما كان وما لم يكن و دائم الشعور بالذنب ولا تتمتع بالمرونه فى تقبل المواقف، ودائم الخوف على مستقبلك وعلى مستقبل أولادك، تورى أن حياتك سلسله من المآسى منذ طفولتك حتى اللحظة التى تعيش فيها، حساس لأى كلمة وفعل ولا تغفر بسهولة، وتقيم نفسك فى أعين الآخرين ولديك سوء تقدير لذاتك.
طريقة التفكير هذه توقعك فى براثن المرض النفسى أما لو كنت تحمل نفسا مسامحة ومتحابة ومرنة فلا يمكن إصابتك بالمرض النفسى حتى لو لديك عوامل بيولوجية تؤدى لظهور المرض.
والعوامل البيولوجية هى ( جينات موروثة + العوامل اليولوجية الاخرى مثل تغيرات فى بعض الهرمونات ونقص أو خلل نشاط المرسلات الكيمائية العصبية).
لا نستطيع إنكار الضغوط الخارجية مثل الوفاة او الإصابة بمرض مزمن أو مرض أحد الأبناء أو الإعاقة، ولكن فى الأساس الأمر يرجع إلى قوتك فى مواجهة تلك الضغوط.
مرضك النفسى قرارك كن دائما مستعد أن تتعامل بأنك خليفة الله فى الأرض ولك السيطرة والقدرة على تغيير واقعك ولو صادفتك الظروف الصعبة التى لا دخل لك فيها عليك تقبلها وتستخلص الدروس منها وتعمل على إعادة التوازن، ودعك من جلد الذات ارحم نفسك فطريقة تفكيرك قد تغير من استعدادك البيولوجى للمرض.
والأفكار البناءة المتفائلة تغير من كيمياء المخ فالله خلق الخلايا العصبية للمخ بدرجة عالية من المرونة لدرجة إنها يمكنها التغيير من شكلها وتشابكها وتواصلها مع بعضها البعض بالشكل الذى يحسن وظيفتها وأداءها .. باختصار "مرضك النفسى قرارك".