يحتفل العالم اليوم باليوم العالمى لمكافحة ختان الإناث لما له من آثار جانبية خطيرة على صحة المرأة، وفى هذا السياقيجيب الدكتور عمرو حسن، مدرس واستشارى النساء والتوليد والعقم، بجامعة القاهرة وعضو لجنة الصحة بالمجلس القومى للمرأة والمدير الطبى لمؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة على أهمعشر أسئلة حول الختان.
- ما هو ختان الإناث؟
ختان الإناث هو قطع جزئى أو كلى للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى بدون سبب مرضى، الأعضاء التى تتعرض للقطع الجزئى أو الكلى عند الختان هى: البظر، الشفرين الصغيرين، الشفرين الكبيرين.
- هل هناك فوائد صحية لعملية ختان الإناث وهل هناك دواعٍ طبية لإجرائها؟
لا يوجد لختان الإناث أية فوائد صحية على الإطلاق، بل على العكس فإنه يحمل بكل أنواعه أضرارًا كثيرة، كما أنه لا يوجد على الإطلاق أى احتياج لعملية ختان الإناث، والدعوة للقيام بفحص الفتاة بواسطة طبيب لمعرفة ما إذا كانت تحتاج إلى ختان الإناث أم لا هى دعوة خاطئة، تفتقد إلى المصداقية، وإذا كان بعض الناس يحتجون بوجود بعض الأمراض التى تؤدى إلى كبر هذه الأعضاء والاحتياج إلى جراحة فهو خطأ جسيم، فمثل هذه الأشياء هى أمراض نادرة الحدوث لها أعراض أخرى تظهر فى سن الطفولة وتشخص مبكرًا، ويتم العلاج عن طريق الأدوية والتدخل الطبى.
- ما هى المضاعفات الصحية لعملية ختان الإناث؟
من الخطأ أن يعتقد البعض أن هناك أنواعًا من ختان الإناث لا تؤدى إلى المضاعفات، فكل نوع له مضاعفات. إن ختان الإناث بأنواعه المختلفة له مضاعفات، حتى لو قام الطبيب بإجرائه، وقد سجلت الدراسات الموثقة حدوث مضاعفات ونزيف شديد وصدمة عصبية قد تؤدى إلى الوفاة فى بعض الحالات وحدوث التهابات حادة وناسور بولى أو شرجى وآثار نفسية، وعلى المدى البعيد قد تعانى الفتاة من مشاكل جنسية وعدم القدرة على الإنجاب نتيجة حدوث مضاعفات والتهابات بالمهبل وقناتى فالوب وتعسر عملية الولادة نتيجة لضيق فتحة المهبل والعجان ما يؤدى إلى حدوث نزيف وتهتك بأنسجة العجان، ويسبب أضرارًا للجنين أثناء عملية الولادة مثل زيادة نسبة حدوث مضاعفات فى الجهاز التنفسي، والحاجة إلى الرعاية المركزة للأطفال حديثى الولادة، وأيضًا زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال حديثى الولادة.
ولكن بسبب أن النساء فى البلاد التى يتم فيها ختان الإناث يأخذنه على أنه ضرورى ولازم لهن بالإضافة إلى المعتقدات الخاطئة أنه مطلوب شرعًا، فإنهن يتحملن المضاعفات فى صمت.
- ما هى وظائف الأعضاء التى تتم إزالتها فى عملية الختان؟
الأعضاء التى تزال عادة أو تزال أجزاء منها لها وظائف تؤديها، واستئصالها أو قطع أجزاء منها يسبب أضرارًا بالغة، وبيان ذلكم فيما يلى: ومن المهم أن نذكر العوامل التى تؤدى إلى علاقة جنسية سوية تحقق الرضا للزوجين ألا وهى التوازن النفسى الاجتماعي، كما أن العملية الجنسية تمر بمراحل متتالية، وهى عملية معقدة تتدخل فيها عوامل كثيرة وحواس مختلفة مثل: البصر، والشم، والسمع، ولكن كل ذلك يصب فى المخ حيث إن المخ يحتوى على المراكز المسئولة عن إثارة الرغبة الجنسية وتصعيدها إلى مستوى الاستثارة والاستعداد لممارسة الجماع أوتثبيطها وإنهائها، إن الرغبة الجنسية مصدرها المخ، فإذا أردنا التحكم فيها فعلينا بالتعامل مع المخ بحيث نغرس فيه القيم الفاضلة، وليس باستئصال البظر يتم التحكم فى الرغبة الجنسية
- يثار الحديث فى المجتمع أن الفتاة التى لم تختن تشبه الرجل، هل هذا صحيح؟
الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى لا تكبر لتصير مثل أعضاء الذكورة، ولها حد معين فى النمو. الاعتقاد بأن الأعضاء التناسلية للأنثى تكبر لتصير مثل أعضاء الذكورة لدى الرجل اعتقاد غير صحيح علميًا، بل إننا نستطيع أن نقول عنه أنه خرافة وفكرة متوارثة، فالحقيقة العلمية تقول إن البظر عضو صغير حساس يتكون من نسيج أسفنجى يبلغ متوسط طوله عند اكتمال بلوغ الفتاة 1 - 1,5 سم، وتتركز فى البظر كريات الإحساس الجنسى خاصة فى رأسه، لذلك فإن له دورًا أساسيًا فى إحداث لذة الارتواء لدى المرأة، وقطعه يؤثر على حدوثها بدرجة كبيرة، البظر عضو حساس جدًا وغنى بأوعية دموية وأليافٍ عصبية، لذلك فقطعه يسبب نزيفًا وألمًا شديدًا، ويتم التئامه بنسيج ليفى له كثير من الأضرار.
- ما هو رأى المؤسسات الطبية العالمية المتخصصة حول إجراء ختان الإناث؟
أوصى الاتحاد العالمى لجمعيات أمراض النساء والتوليد (FIGO) باعتبار ختان الإناث انتهاكًا لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقية إلغاء كل أشكال التمييز ضد المرأة، وطالب ببذل كل الجهود والإجراءات بهدف التخلص من الممارسات التقليدية التى تحتوى على عنف ضد الأطفال والنساء، وكذلك أوصت الجمعية المصرية لأطباء أمراض النساء والولادة بهذه التوصية فى عام 2012.
- من أين جاءت عادة ختان الإناث إلى مصر؟
ختان الإناث يمارس فى مصر قبل ظهور الأديان السماوية، وهى ممارسة لها جذور أفريقية وليست دينية، هناك 28 دولة أفريقية، وتقع أغلبها فى وسط أفريقيا وتمارس ختان الإناث، شعوب هذه الدول لا تجمعها ديانة واحدة، فقد يكونوا مسلمين أو مسيحيين أو يتبعون ديانات أو عبادات أخرى، كثير من البلاد العربية والإسلامية فى كل أنحاء العالم لا تمارس ختان الإناث.