يتمثل دور الحضّانة فى مد الطفل بالأكسجين والمحيط الجيد ليستكمل نموه ويكون فى كامل قدرته العقلية والجسمانية، فيتم وضع الأطفال المبتسرين الذين يولدون مبكرا قبل موعدهم ويأتوا لهذا العالم ضعفاء جدا، ولكن ماذا إذا تحولت وسيلة حماية الطفل والمحافظة على صحته إلى طريق نهايته قبل أن يبدأ الحياة؟
فى هذا السياق، قالت الدكتورة نهى أبو الوفا، استشارى طب الأطفال، إن هناك مشكلات صحية تحدث فى الحضانات خاصة إذا كان هناك قدر كبير من الإهمال، ولعل أبرز هذه المشكلات هى نقص الأكسجين عن الطفل وتسمم الدم الذى يحدث نتيجة انتقال العدوى.
وأضافت استشارى طب الأطفال، أنه بالنسبة لقلة الأكسجين، فينتج عنها أن الطفل يبكى ولكنه مع ذلك لا يتمكن من الصراخ لنقص الأكسجين الواصل إليه وكذلك يتعرض لخطر الاختناق وصعوبة التنفس، بالإضافة إلى ظهور علامات مثل شحوب الوجه وتحوله للون الأزرق، مؤكدا أن الطفل فى كثير من الأحيان يموت وعندما يعيش يستمر فى حياته بإعاقة.
وأشارت أبو الوفا، إلى أن مستوى الوعى يقل لدى الطفل بسبب نقص الأكسجين فى الحضانة لأن ذلك يؤذى جذع الدماغ وكذلك يحدث له ضعف فى العضلات ويصبح هشا جدا، ويصاب بمرض يجعل لديه إعاقة فى اليدين والحركة ولا يتمكن من المضغ أو التعلم.
وتتابع أبو الوفا، بمشكلة أخرى تتمثل فى تسمم الدم ويحدث نتيجة عدوى للطفل سببها البكتيريا أو فيروس يؤدى إلى ارتفاع شديد فى درجة الحرارة ورفض الطفل للرضاعة تماما، ومن الممكن أن يسبب الميكروب التهابات بأعضاء الجسم خاصة أن مناعته ضعيفة جدا.
وأوضحت استشارى الأطفال، أن العدوى تحدث بسبب المكان غير المعقم أو الطبيب وفريق التمريض غير النظيف أو من خلال أدوات غير معقمة أو منشفة غير نظيفة أو يتم استخدامها لأكثر من طفل، ومن جراء العدوى يحدث تسمم الدم الذى قد يودى بحياة الطفل إن لم يتم إنقاذه بالعلاج السريع.
وأكدت أبو الوفا، أنه فى حال كان أحد الأطفال لديه ميكروب فى الدم منذ الولادة فيتم عزله تماما عن باقى الأطفال إلا إذا كان فى إهمال شديد وتم تركه وسط باقى الأطفال فى الحاضنة، وهنا نصحت أن تكون الحضانة التى يقع عليها الاختيار موثوق فيه، وبإشراف طبى جيد من الطبيب، مع توخى الحذر بشأن نظافة المكان والتعقيم وملابس التمريض، ولا يمكن دخول الأشخاص بشكل متكرر لهناك لأنها بمثابة عناية مركزة.