بدأ الاهتمام بعلاج الألم كمشكلة صحية مستقلة بذاتها منذ أربعينيات القرن الماضى حين قام طبيب التخدير والعالم الأمريكى "جون بونيكا" بإجراء الأبحاث حول مشكلة الألم إلى أن قام بإصدار أول كتاب علمى طبى يتناول مشكلة الألم بشكل منفصل عن كونه عرض لحالة مرضية، وذلك من جميع جوانبه من حيث التشخيص والقياس ومعرفة الأسباب والميكانيزم الكائن ورائه والأهم من ذلك التعامل معه بالتوازى مع علاج الحالة المرضية المسببة له أن أمكن.
ومنذ ذلك الحين دأب الباحثون فى المجال الطبى من التخصصات المختلفة على تكريس جانب معتبر من أبحاثهم لقضية الألم التى أثارت اهتمام الأطباء من تخصصات مختلفة أهمها الأمراض العصبية والأمراض النفسية وجراحة المخ والأعصاب والروماتيزم والطب الطبيعى، إلى جانب بعض فروع الطب البديل مثل العلاج بالإبر الصينية والعلاج بالأوزون والكيروبراكتيك.
إلا أنه يبقى تخصص التخدير أكثر التخصصات اهتماما بالبحث فى تلك المشكلة وأساليب التعامل معها، كونها تدخل فى بؤرة اهتمامه كمشكلة يواجهها ويتعامل معها بشكل يومى ومع كل حالة يتولى تجهيزها للإجراءات الجراحية المؤلمة على الوجه الأمثل.
وقد استمر التشعب والتوسع فى أبحاث وممارسة علاج الألم إلى أن تطورت الأمور إلى ما قد يؤدى إلى نوع من التضارب أو التداخل بين التخصصات المختلفة، الأمر الذى حدا بالمؤسسات الطبية الكبرى فى الدول المتقدمة بمجال الطب وعلى رأسهم الولايات المتحدة وانجلترا إلى استحداث دراسات متخصصة عليا تهدف إلى جعل علاج الألم تخصصا دقيقا مستقلا بذاته يلزم لممارسته اجتياز برنامج تدريبى خاص لمدة لا تقل عن عامين بعد الحصول على الدرجة الأعلى فى التخصص الأصلى مثل التخدير، جراحة الأعصاب، أمراض المخ والأعصاب أو الطب الطبيعى.