أكد الدكتور أسامة حمدى أستاذ السكر بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، أن مرض السكر من أمراض العصر، والتى تسمى فى مجموعها الأمراض المزمنة، وغير المعدية، وهى تشمل بجانب السكر ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول، وأمراض شرايين القلب، والدماغ والسرطان.
وقال لقد نجح الطب فى علاج العديد من الأمراض المعدية فلم تعد السبب الأول للوفيات كما كانت فى عهود سابقة، وقفزت الأمراض الغير معدية للصدارة فى مسسبات الوفاة، فمرض السكر يحتل المرتبة الثالثة بعد أمراض القلب، والسرطان كأهم مسببات الوفاة، مضيفا أن المصاب بالسكر يعادل فى الخطورة الصحية المصاب بجلطة فى القلب.
وأضاف أن مرض السكر له ثلاثة أشكال شائعة، فالنوع الأول للسكر وهو من أمراض المناعة وعادة ما يشخص فى صغار السن، ويشكل حوالى 5% من مرضى السكر ويعالج فقط بالأنسولين نتيجة لتدمير خلايا البنكرياس، موضحا أن توقف المريض ولو ليوم واحد عن العلاج بالأنسولين قد يؤدى إلى مضاعفات خطيرة قد تؤدى للوفاة لارتفاع أحماض الدم، مضيفا أن النوع الثانى للسكر، وهو الشائع فى الكبار يرتبط ارتباطًا وثيقا بالسمنة أو البدانة خاصة فى منطقة البطن، وفيه يقاوم الجسم عمل الأنسولين وخاصة الكبد والعضلات، وهذا النوع من السكر يرتبط ارتباطا وثيقا بأمراض القلب حيث يتوفى حوالى 65 إلى 80% منهم من جلطات القلب أو الدماغ، موضحا أن هذا النوع من السكر يرتبط ارتباطا وثيقًا بالعادات الغذائية السيئة ونقص أو انعدام الحركة لذا فإنه يتحسن بصورة كبيرة جدًا بخفض الوزن، وتغيير نمط الغذاء وزيادة النشاط العضلى بالرياضة، والحركة، وعادة ما يعالج بالحبوب المخفضة لمستوى السكر فى الدم، وفِى بعض الأحيان بالأنسولين كما فى النوع الأول خاصة بعد مرور أعوام عديدة على المرض.
وأضاف أن النوع الثالث يظهر أثناء الحمل وخاصة إذا كانت المرأة تعانى من السمنة، أو لديها تاريخ عائلى لمرض السكر، موضحا أن خطورة هذا النوع هو أنه إن لم يعالج بكفاءة قد يؤدى إلى تضخم حجم الجنين مما يصعب معه الولادة الطبيعية مع ازدياد معدل الوفاة فى الجنين مع تعرض الأم لخطورة شديدة أثناء الولادة، قد يختفى هذا السكر بعد الولادة ليعاود الظهور كالنوع الثانى للسكر بعد عدة سنوات إن لم يتم خفض الوزن.
وقال إن الأنسولين هرمون هام جدا فى الجسم، ويفرز من غدة البنكرياس التى تجاور المعدة، موضحا أن هذا الهرمون هو المفتاح الذى يفتح الخلايا فى جميع أنحاء الجسم لدخول الطاقة من السكر فتعمل الخلايا بكفاءة، وتوقف البنكرياس عن إفراز الأنسولين كما فى النوع الأول أو منع الخلايا لعمل الأنسولين كما فى النوع الثانى حيث يؤدى إلى تراكم السكر فى الدم لعدم قدرته على دخول خلايا الجسم المختلفة، لذا يصاب المريض ببعض الإرهاق كما ينزل السكر الزائد فى الدم إلى البول فتزداد مرات التبول مع العطش الدائم.
وأضاف أن النوع الأول يصاحب ذلك الشعور بالجوع المستمر، مشيرا إلى أن مشكلة مرض السكر من النوع الثانى أن أعراضه بسيطة، وربما غير ملحوظة باستثناء بعض الشعور بالإرهاق، وهذا ما يعطى الشخص الإحساس الكاذب بأنه لا توجد مشكلة لديه من ارتفاع نسبة السكر، ولكن مرض السكر كالسوس الذى ينخر فى صحة الانسان ببطء وعلى زمن طويل ويؤدى فى النهاية إلى مضاعفات خطيرة يصعب علاجها.