يمتلئ الجو من حولنا بالميكروبات والجراثيم خاصة مع زيادة التلوث، ولعل من بينها الميكروب السبحى الذى يبدأ بأعراض بسيطة وما أن يتجاهله المريض حتى يتحول إلى غول يؤثر على غالبية أعضاء الجسم وخاصة القلب، وهنا يعرف الدكتور وجيه عوض أستاذ جراحة العظام، الميكروب السبحى الذى يرجع سبب تسميته إلى شكله الأقرب إلى "السبحة"، بأنه عدوى بكتيرية تسبب احتقان فى الحلق والشعور وكأنه به خدوش إلا أنه يخترق جسم الإنسان خاصة الذى تكون مناعاته ضعيفة جدًا وتزيد مضاعفاته بشكل خطير.
وتقول الدكتورة نشوى علام أخصائية العلاج الطبيعى والأمراض الروماتيزمية، إن أعراض الإصابة تتمثل فى ألم فى الحلق والتهابات فى اللوزتين والمفاصل التى تنتقل بالتناوب من مفصل لآخر حتى تنتشر فى كل مفاصل الجسم.
وأشارت علام إلى أن المرض ينتقل بالتنفس من شخص مصاب بالميكروب لآخر، مؤكدة أنه يتركز بشكل كبير فى الحلق وينتقل أيضًا عن طريق الاستنشاق والتنفس.
أما عن تشخيص الإصابة، يؤكد وجيه على أنه يتم من خلال بعض التحاليل منها تحليل "ASOT"، الذى يقيس نسبة الأجسام المضادة التى يكونها الجسم ضد سموم يفرزها الميكروب.
وأكدت الدكتورة نشوى أن الميكروب غير مقتصر على فئة عمرية بعينها، ولكنه يصيب الأطفال بشكل أكبر من عمر شهر إلى 15 عام، والميكروب السبحى مثله مثل غيره من الأمراض التى إذا تجاهلتها قد تؤدى إلى مضاعفات تهدد صحة المصاب وتتركز فى إصابة القلب بالحمى الروماتيزمية التى تؤدى إلى ظهور عقد فوق المفاصل والعضلات ما يؤدى إلى ضمور فى أنسجة القلب.
وأضافت نشوى أنه حال ارتفاع نسبة السموم فى الدم يحدث التهابات فى المفاصل والقلب وجزء فى المخ ما يجعل المريض يقوم بحركات لا إرادية تسمى بمرض "كوريا" كنوع من عدم الاتزان النفسى يصيب الجهاز العصبى.
ومن جانبه يوضح دكتور وجيه، أن البنسلين طويل المدى من الأدوية المستخدمة فى علاج مرضى الميكروب لتقوية الجهاز المناعى لمقاومته، مشيرًا إلى أن البنسلين يعطى للمصاب فى حالة تعدى الميكروب نسبة 200، وهى الحالة التى تؤدى للإصابة بالحمى الروماتيزمية.
وأما عن علاقة الميكروب بزيادة نسبة الترسيب فى الدم، تقول نشوى إن سرعة الترسيب تزداد بوجود الالتهابات التى يسببها الميكروب فهو عامل كبير فى زيادتها، حيث يتمثل الترسيب فى تجمع خلايا الدم الحمراء على شكل كتل وبالتالى زيادة كثافتها، الأمر الذى يؤدى إلى ترسيبها بسرعة أكبر من الخلايا المنفردة.
وتؤكد علام أن طرق الوقاية تكمن فى الابتعاد عن الأماكن المغلقة والتجمعات البشرية وخاصة فى فصل الشتاء والخريف.