صرح الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، بأنه حاليا يقوم بعلاج 9 حالات تعانى من اضطراب الهوية الجنسية، وكلهم ذكور كاملى الذكورة، من بينها حالة لرجل لم يمارس الشذوذ الجنسى نهائيا، بل إن بعضهم لم يمارس الجنس أبدا، وبرر هذا المريض رغبته فى التحول الجنسى بأنه كان دوما يجلس مع عماته وخالاته ويشعر بالانطلاق فى الحديث معهم بطريقتهم، والعكس عندما يجلس مع الرجال، يشعر بالضيق والاختناق وعدم القدرة على التواصل، لذا فهو يعانى من الوحدة بسبب عدم وجود أصدقاء ذكور له.
وأكد الدكتور جمال فرويز ضرورة الفصل وإجراء تحاليل للهرمونات وأشعات على الحوض وفحص توزيع الشعر فى الجسم وتقييم الحالة جيدا، وتحديد مشكلتها بالضبط، هل هى شاذة أم تعانى مشكلة نفسية، معقبا بأن إحدى الحالات لديه لرجل يأتى له مرتديا زى الفتيات وباروكة ومقتنع تماما بأنه فتاة جميلة على الرغم من أن هذا غير صحيح بالمرة، وعلى النقيض لديه حالة لفتاة كاملة الأنوثة تريد أن تعيش فى دور الرجل وتلبس ملابس الرجال وتتعمد لبس جواكت واسعة فى عز الحر لتدارى صدرها رمز أنوثتها.
وتحدث عن حالة لفتاة إسرائيلية حضرت لعيادته بمظهر الرجال، وقد تخلصت من شعرها بحلقه على الزيرو، جاءت لمصر لتجرى عملية التحول الجنسى لذكر؛ لأن تكاليفها فى مصر أرخص من إسرائيل، واستغرق الأمر شهرين قبل حصولها على الموافقة بعد عرضها على الطبيب الجراح واستكمال الإجراءات اللازمة.
وأكد "فرويز" أن بعض الحالات التى تقدم على عمليات التحول الجنسى هى فى الأساس حالات شاذة تمارس الشذوذ طوال الوقت وتعتبره مهنة يتكسب منها المال، وبعد فترة معينة يرفض الآخر ممارسة الشذوذ معه لأنه لم يعد يحقق له المتعة الكافية، فيلجأ لعمليات التحول الجنسى إلى أنثى ظنا منه أن الطلب سيكون عليه أعلى، لكن هذه الحالات بمرور الوقت وظهور التجاعيد يتجنبهم الآخرون ويبتعدون عنهم حتى أولئك الشواذ الذين كانوا يستغلونهم فى قضاء حاجاتهم غير المشروعة، وبعد فترة يعانون الاكتئاب ويقدمون على الانتحار.
يقول الدكتور جمال فرويز: "وردت إلى حالة لشاب يريد إجراء عملية التحول الجنسى لفتاة لأنه يحب صديقه ويرغب بالزواج به، وحاولت توضيح الأمر له بأنه حتى لو أحبك الآن وأنت شاذ جنسيا فلن يحبك وأنت فى صورة امرأة وسيتخلى عنك بعد فترة مثل ما حدث مع حالات كثيرة.. وأريد أن أوضح هنا أن كل الحالات التى تعاملت معها فى مصر كانت (سينجل) لم يسبق لها الزواج سواء كانوا رجالا أو نساء، والسواد الأعظم من عائلاتهم وأسرهم كانوا رافضين تماما لإجراء عمليات التحول لأسباب عديدة، على رأسها الخوف من الفضيحة باستثناء حالة مرت على لأب وإخوة كانوا يشجعون أخيهم على إجراء العملية، وبعد إجراء العملية أخبره والده بأنه سيأخذ نصف ميراثه فقط لأن للذكر مثل حظ الأنثيين، وبدأ الشاب فى محاولات إثبات ذكورته للحصول على ميراثه الشرعى كاملا!! وبعض الأسر توافق على مضض خوفا من تهديدات المريض بالانتحار، لكن حتى بعد إجراء العملية يصبح التعامل معهم محدودا من قبل عائلاتهم والمحيطين بهم ويعانون من رفض المجتمع لهم لذا ينهار نفسيا على الرغم من أنهم أجروا كل العمليات التى تعزز مظاهر أنوثتهم إن كان ذكرا فى الأصل، خصوصا مع تطور هذا النوع من العمليات فى الوقت الراهن والتى تسمح بجراحات دقيقة ليكون لديه مهبل وثدى، ولكنه رغم كل هذا غير قادر على الإنجاب فيلجأ بعضهم للتبنى كى يتغلب على إحساس الوحدة، ويشعر بالأمومة أو الأبوة وفقا لطبيعة جنسه الجديد، لكنه بعد إجراء العملية يكتشف أنه قد تحول إلى مسخ - ما حصلش ولد ولا بنت - وقد لاحظت من خلال المرضى الذين يردون إلى العيادة أنهم ينتمون إلى أماكن ومحافظات وبيئات مختلفة مثل القاهرة والإسكندرية والمنيا والفيوم وبنى سويف".