يعانى الكثير من الأطفال حديثى الولادة وفى المراحل العمرية المتقدمة من أعراض مرضية مختلفة ما بين الطفل والآخر، إلا أن هناك أبرز الأعراض التى أجمع عليها الكثير من الأطباء بعدم تجاهلها على الإطلاق عند حدوثها، لأنها تنذر بوجود مرض خطير أو أن مضاعفاتها تؤثر على حياة الطفل، وهو الجفاف وفقدان المياه من الجسم.
وفى حالة عدم وجود مرض فى حالة الجفاف الشديد للأطفال، فإن فقده للمياه هو إنذار لتعرض أجهزة جسمه للخل وفقدانه للحياة تدريجيا، باعتبار المياه والسوائل فى الجسم أولى العناصر التى تساعد الجسم على الحياة قبل الغذاء.
وقالت الدكتورة نيفين سليمان، أستاذ وحدة الأمراض النادرة بمستشفى أبو الريش، إن الطفل الذى يفقد الكثير من المياه فى البول والعرق لا بد على الأم استشارة طبيب الأطفال المتخصص مباشرة، لتعويضه على الفور بمحلول معالجة الجفاف والكشف عن وجود أى مرض فى جسده، إلا أنه مع استمرار التعويض بالمحاليل وعدم استجابة الطفل فلا بد من التحرك فورا لوحدة الأطباء المتخصصين فى الأمراض النادرة فى كمستشفى أبو الريش.
وأضافت الدكتورة نيفين سليمان فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن الجفاف هو أيضا من أكثر العوامل التى تنذر بوجود مرض نادر فى الجسم وأشهرهم السيستينوسيس، ويصاب به الطفل من عمر 4 إلى 6 شهور، وتبدأ أعراضه عند ملاحظة التبول الكثير للطفل، وارتفاع فى درجة حرارته، والقىء، وجفاف مستمر، وفقدان الشهية مع عدم القدرة على تناول الطعام، وشرب المياه بصورة كبيرة، وهذا يعنى أن هناك خللا فى أنابيب الكلى فى حفظ المياه، حيث يفقد المياه ومعها أملاح كثيرة، وهنا نلاحظ أن التبول الكثير مع القىء والحرارة وصعوبة التنفس جميعها إنذار لضرورة الفحص والبحث عن الأسباب.
وأوضحت أستاذ وحدة الأمراض النادرة بمستشفى أبو الريش، أن كل هذه الأعراض تستمر لأكثر من شهر حتى فى حالات منح الطفل لمحاليل الجفاف والأدوية المختلفة، كما أن الأم تلاحظ دائما فى بدء طفلها فقد وزنه بصورة واضحة، وهو ما يعنى أن اكتشاف المرض سريعا هو أولى مراحل العلاج، ومنع الطفل للتعرض لمضاعفات تسبب له أمراضا مثل فقدان البصر، والفشل الكلوى.