حقق الدكتور وائل البنا استشارى أمراض النساء والتوليد أن ثورة فى طب الأجنة بعد أن نجح فى إدخال تقنية عمليات جراحة الأجنة داخل الرحم إلى مصر، ومن وقتها أصبح ملاذا لكل السيدات اللاتى يرغبن فى حمل آمن خاصة بعد تميزه فى عمليات الحقن المجهرى للحالات المستعصية التى كانت تبدو مستحيلة، وحول الجديد فى طب النساء والتوليد والجنين كان لنا هذا الحوار مع الدكتور وائل البنا.
جراحة الجنين داخل الرحم وسيلة حديثة تم إدخالها إلى مصر كنت أول من أجراها، وما هى الحالات الأجنة تحتاج إليها؟ وهل هناك نسبة خطورة على الأم والجنين؟
جراحة الجنين داخل الرحم يقوم عدد قليل من الأطباء فى أمريكا وانجلترا حيث تمت الدراسات والأبحاث عليها منذ 15 سنة، ومن المتوقع بعد 20 سنة أن يقوم بها كل طبيب فى عيادته، ولكن عانيت 8 سنوات قبل وقتنا هذا مع الروتين لإدخال مثل هذه العمليات لمصر، وبعد طول انتظار فجأة الدكتور "يحيى وفا" رئيس قسم النساء والتوليد طب الأزهر تبنى هذا المشروع، وقمنا بعمله من فريق طبى مصرى، ونقوم بإجراء هذه العملية فى مصر لإنقاذ الأجنة التى تعانى من انسداد مجرى البول، بجراحة بسيطة داخل الرحم يمكننا إنقاذه خاصة مع اكتشاف هذه المشكلة فى الثلاثة أشهر الأولى للحمل ونقوم بإعادة فتح مجرى البول ونسب النجاح فيها تصل إلى 15% حاليا، بالإضافة إلى فصل الأوعية الدموية لجنين يعانى من ورم فى العمود الفقرى وفصل الدورة الدموية للتوأم عن بعضهم البعض ونسب النجاح فيها من 20% إلى 40% ، ولا يوجد أى مضاعفات على الأم، ولكن المجتمع المصرى لا يتقبلها بصورة كاملة، حيث يلجأ الغالبية لإجهاض الجنين فى حالة اكتشاف عيب خلقى فيه بدلا من محاولة إنقاذه.
المجتمع المصرى يتعامل بشكل خاطئ مع العديد من الحالات المتعلقة بأمراض النساء حفاظا على العادات والتقاليد فهل يشكل هذا التعامل خطورة على النساء عامة؟
بالطبع هناك خطورة خاصة وأن أطباء النساء والتوليد انفسهم يتعاملون من هذا المنطلق، لأن غالبية هذه الموروثات لها تؤثر على المرأة التى نقوم بعلاجها، فمثلا هناك بعض الحالات المرضية التى يحتاج فيها الطبيب إلى فض غشاء البكارة عنج الفتيات للتخلص من الامراض بدلا من العمليات الجراحية ولكن هذا لا يحدث ويقوم الطبيب بإجراء العمليات التقليدية وفتح بطن الفتاة وتعريض حياتها للخطر لأن المجتمع لن يتقبل فض غشاء بكارة لفتاة لإجراء عملية جراحية حتى لو حصلت على شهادة طبية موثقة.
وماهى الحالات المرضية التى تحتاج لفض غشاء البكارة للفتيات؟
عمليات إزالة الورم الليفى من عنق الرحم تكون أسهل وبدون أية مضاعفات فى حالة إجرائها من المهبل لتنتهى المريضة من هذا الكابوس فى 10 دقائق فقط، ولكن الأطباء والأهل يفضلون إجرائها بجراحة تقليدية بفتح البطن، وكذلك عمليات بطانة الرحم المهاجرة التى تترك أثار جانبية وهى حدوث التصاقات فى بطانة الرحم تحتاج بعدها إجراء منظار رحمى للتعرف على حجم هذه الالتصاقات والتخلص منها بعملية أخرى، ونظرا لأن العادات والتقاليد لا توفر على السيدة فى أغلب الأحيان فأهل هذه الفتاة "الآنسة" يختارون أصعب طريقة للعملية وهو فتح البطن والرحم حتى لو كلفهم الأمر تعرض حياة الفتاة لخطر ولكن تظل بغشاء البكارة حتى لا يسهل زواجها وتقبل الشباب بها.
ورغم حفاظ الأهل على "غشاء البكارة" الخاص بابنتهم فهم لا يدركون الآثار الجانبية التى تتركها تلك الالتصاقات على ابنتهم، ومن المعروف فى العالم أن 40% من السيدات بعد الزواج تحمل وعند الكشف عليها يكتشف الأطباء أنها مازالت بغشاء البكارة، وذلك نظرا لسماكة الغشاء، كما توجد أمراض أخرى تحتاج لفض الغشاء منها البطانة المتضخمة، ولحمية فى عنق الرحم، والتى ينتج عنها التهاب مزمن، وإنتشار فيروسات عنق الرحم مما يؤدى إلى افرازات مهبلية كثيرة، بداية لتحور ورم سرطانى فى عنق الرحم، وغيرها من الأمراض التى تظهر فى عنق الرحم.
ما هى أكثر الأمراض النسائية انتشارا الفترة الأخيرة فى مصر؟
لا يوجد إحصائيات خاصة بالأمراض النسائية فى مصر، ولكن حسب الأرقام العالمية فالأورام الليفية تصيب 80% من السيدات فى العالم ولكن بعضهن لا تظهر عليهن أعراض لا تؤثر وهناك من تعانى ورم 30 سم، 0.5% من الأورام الليفية تتحول إلى سرطان خاصة الأورام التى تظهر داخل بطانة الرحم أو على قرب منه، ويصاحب الأورام الليفية مرض آخر يسمى "التغدد الرحمى" وهى منتشرة بنفس مقدار انتشار الأورام الليفية وهى السبب الأول للإجهاض والنزيف، وغالبية الأطباء فى مصر والعالم يقوموا بإزالة الرحم بالكامل بالرغم من وجود عملية منتشرة فى أمريكا لإزالة التغدد الرحمى والمحافظة على الرحم حتى تتمكن هذه السيدة من الإنجاب مرة أخرى.
"مش ناويين تخلفوا بقى" جملة يسمعها المتزوجين بعد شهور قليلة من الزواج.. هل تؤثر هذه الجملة على الإنجاب؟
المتزوجين انفسهم يبحثون عن الإنجاب بعد شهر واحد من الزواج، رغم أن المفروض أن لا يشعر المتزوجين بالخطر إلا بعد مضى سنة من الزواج بشرط صحة وسلامة تحاليل ما قبل الزواج، ولكن الغالبية لا يقوموا بهذه التحاليل ويدفعون مقابل الحصول على الشهادة لاستكمال الزواج، وهذه الجملة التى تعبر عن "الزن على الخلفة" غاية فى الخطورة لأنها تخلق حالة من التوتر والتعاسة تؤدى إلى زيادة نسبة الادرينالين وهذا يؤدى إلى تساقط الشعر ويؤثر على الهرمونات الأنثوية والضغط النفسى والعصبى.
تشتعل وسائل السوشيال ميديا بين الحين والأخر على فيديو أو صور لسيدات اجنبيات حوامل وهن يرقصن ويمارسن الرياضة عكس المصرية، فهل هناك فرق بين الأجنية والمصرية فى الحمل؟
الفرق أن الأجنبية منطقية ولست درامية، أما المصرية دائما تعطى المواقف أكبر من حجمها فنجدها تفرط من حالة الفرح وكذلك الحزن، وهو ما يجعلهن لا يستطيعن ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، فالمرأة الأجنبية تذهب للعمل وتعمل بنفس الكفاءة وتعرف كيف تحافظ على صحتها، ولكن المصرية تستهين بصحتها بصورة كبيرة.
تلجأ السيدات الآن إلى التلقيح ظننا منهن أنه الأفضل، هل هذا صحيح؟وما هى صفات السيدة التي يجب ان تلجأ للحقن المجهري لأنه أفضل بالنسبة لها؟
تهاون الأطباء فى تنفيذ ما تعلمه فى الكتب الطبية هى التى جعلت غالبية الفتيات يلجأن إلى التلقيح الصناعى بدون رقابة حتى وإن كان يمكنها الإنجاب بطريقة طبيعية، ومن الحالات التى تحتاج لتلقيح صناعى ضيق فى عنق الرحم، عندما يعانى الزوجين من مشكلة فى الجماع، أو يعانى الزوج من قلة الحيوانات المنوية أو لديه نسبة عالية من تشوهات الحيوانات المنوية، رغم أن تشوهات الحيوانات المنوية لا تعد مشكلة حتى إذا وصلت نسبتها إلى 96% وتكون طبيعية لا تسبب تأخر فى الإنجاب، ولكن مكان التشوه هو الذى يفرق مع الزوج فأسوء أنواع تشوهات الحيوانات المنوية تكون فى الرأس.
هل هناك عوامل تساعد في نجاح هذه العملية؟
تعود لممارسة الطبيب للحقن المجهرى، على حسب بروتوكول العلاج الذى يستخدمه الطبيب، فهناك بروتوكولات كثيرة ومتعددة فى مجال الخصوبة والحقن المجهرى.
الإلتهابات المهبلية كابوس يزعج الفتيات قبل وبعد الزواج، فما هى اسبابها؟
90% من الالتهابات المهبلية تنتج عن الإهمال فى النظافة الشخصية، وتنظيف منطقة المهبل بشكل جيد مما يؤدى لتكاثر البكتريا والميكروبات فى هذه المنطقة، والتى تتفاعل وتنتقل وتتفاقم حتى تسبب مشكلات كبيرة.
وهل يؤثر عليها غسول المهبل والبرفانات والجيل وكريمات الترطيب؟
أى منتج مكتوب على مكوناته مادة كحلية، على الفتيات الابتعاد عنها لأنها تسبب لها حساسية والتهابات المهبل، وليس الفتيات فقط، يستخدم بعض الرجال "الكاندم" لتنظيم الحمل، ولكن هى أفشل وسيلة منع حمل، لأن 20% من حالات السيدات يحدث معهم الحمل رغم استخدام أزواجهم لفكرة "الكاندم".
متي نقول هذه السيدة تحتاج لكي منطقة المهبل؟ وما هي أضرار استخدامها كثيرا علي السيدة؟
كى المهبل هو "حجة البليد" فهذا خطأ، ولكن قبل قرار الكى نأخذ عينة ونفحصها وفى حالة ثبوت أن هناك قرحة تكون الحلول عديدة مثل أدوية قاتلة للفيروسات وأدوات مختلفة، وأخر محاولة فى العلاج تكون الكى، لأنه يمكن ان يغلق عنق الرحم ويحرم السيدة من الإنجاب، ولكن ما يحدث أن عدد كبير من الأطباء يقوموا بإجراء عملية الكى دون التعرف على السبب الحقيقى لما تعانى منه السيدة.
ما هي أحدث وسائل منع الحمل توفر للسيدة الأمان بدون مضاعفات؟
فصل الأنابيب هى أحدث وسيلة منع حمل طويلة المدى، فصل الأنابيب أو الوعاء الناقل للخصيتين عند الزوج أى "خصى" مؤقت للرجل.
كثير من الفتيات يتعرضن لنزيف حاد ليلة الدخلة فما السبب فى حدوث ذلك؟
هناك طبائع نفسية للرجال تؤدى إلى أذية السيدات جنسيا أو أخطاء جنسية تتسبب فى مشكلات كثيرة وتظهر أغلب هذه المشكلات مع أول ليلة "ليلة الدخلة" تجد الفتيات يحضرن إلى المستشفيات بفستان الفرح ونزيف حاد، غالبية هؤلاء الرجال يعانون من هوس جنسى يحضرون أشياء غريبة لممارستها مع زوجاتهم، وهذه المشكلة كثيرة ومنتشرة ولا يظهر أحد لمناقشتها لأن المجتمع يرى أن من يقوم بعلاج هذه المشكلة هو انسان خارج عن العادات والتقاليد، لأن الحل الوحيد لهذه المشكلة هى جلسات للفتيات لتعليمهم ما هو الجنس أو الرجال حتى لا نجد مثل هذه المشكلات من جديد، ولان هذه القصص تتداولها الفتيات على استحياء فيما بينهم فيصابوا بالتشنج المهبلى.
ما هى التقنيات الحديثة التى ينتظرها العالم لحل مشكلة الإنجاب؟
العلم الآن يحاول أن ينشأ حضانة تكون بمثابة الرحم يمكن حمل الأجنة بداخلها للشهر السابع وبعد 10 أو 12 سنة سنشهد هذا العلم لنتخلص من اختلاف الآراء حول فكرة الأم البديلة التى يرفضها رجال الدين.