قال الدكتور ياسر حمزة أستاذ جراحة الرقبة والغدد الصماء والسمنة والمناظير بكلية الطب جامعة الاسكندرية، إن ما تردد مؤخرا على عدد من مواقع التواصل الاجتماعى يتهمه بالتهاون الشديد فى حق أحد مرضاه الذى توفاه الله بعد الجراحة، فيه الكثير من المغالطات والافتراءات واستبق الناس من باب التعاطف مع أهل المريض - ألهمهم الله الصبر على هذا البلاء - على نشر المنشور دون استيضاح الحقيقة.
وأكد حمزة، أن المريض كان يعانى من انقطاع التنفس أثناء النوم، و هو من أهم الأسباب التى تدعو مريض السمنة لإجراء العملية نظرا لخطورته على الحياة - بالإضافة لضيق التنفس ومرض السكرى، الذى أصبح من الأمراض التى يمكن شفاؤها بعد تطور عمليات السمنة، وقبل العملية قام المريض بعمل فحوصات مستفيضة من بينها اختبار كفاءة التنفس بواسطة أحد أساتذة امراض الصدر. ووجد أن حالة الصدر مستقرة، مما يسمح بإجراء العملية ووافقه على ذلك أساتذة التخدير المسؤولين.
وأكمل طبيب الجراحة، أن العملية بالفعل تمت بنجاح يوم السبت الموافق 8 أبريل من العام الحالي، وأفاق المريض دون أن يحتاج دخول العناية المركزة، وكان ذلك تأكيداً على أن حالة الصدر بالفعل مستقرة، وبمناظرة المريض مساء يوم العملية وجد أن الأمعاء بدأت في التحرك، وتم التصريح بشرب السوائل، وفى اليوم التالى تم التصريح له ببعض الطعام اللين، وبعد الاطمئنان علي العلامات الحيوية ووظائف الهضم والتنفس تم رفع الدرنقة، والتصريح للمريض بالخروج، حيث خرج المريض صحيحا يمشى على قدميه.
وأضاف الدكتور ياسر حمزة أن ما حدث للمريض في الأيام التالية مضاعفات للعملية بدأت بالتهاب بالشعب الهوائية وصل إلى التهاب رئوى شديد استمر لمدة يومين، وكان المريض يعالج فى المنزل، ثم انتقل إلى المستشفى بأوامر منه ليطمئن عليه و لاستشعاره أن العلاج بالمنزل غير كاف، وأثناء مناظرة المريض فى المستشفى للمرة الثانية بدأ ظهور بوادر تسريب فقرر التدخل فورا لإيقاف التسريب بالمنظار الجراحى، وتمت العملية فى يوم الثلاثاء الموافق 11 ابريل. وبالفعل تم إيقاف التسريب خلال 4 ساعات من اكتشافه.
وأكد حمزة، أنه وبعد التدخل الثاني خرج المريض إلى العناية المركزة وتم عمل أشعة موجات صوتية علي البطن و تمت معاينته من قبل فريق من اساتذة الجراحة و الأشعة و العناية المركزة، وقرر الأطباء أنه تم وقف التسريب بنجاح و يتبقي فقط علاج الالتهاب الرئوي و تحسين الحالة العامة للمريض، ولكن مع اجتماع مضاعفتين فى المريض وفى ضوء الأمراض المزمنة الموجودة بدأت الكلى فى العطب، ونصح استشاريو أمراض الكلي بنقل المريض لعمل غسيل كلوى.
و تم ذلك لكن ما هى إلا ساعات وتوفى المريض رحمة الله عليه متأثرا بكل ما سبق ذكره من أمراض و مضاعفات.
وأكد الدكتور ياسر حمزة، انه كان ملازما للمريض في جميع الأوقات ولم يتركه لحظة واحدة، وقد اتبع مع المريض كل الخطوات الطبية الصحيحة والمتعارف عليها فى كل المحافل الطبيه والتى تجرى فى مثل تلك الظروف الوارد حدوثها لأى مريض يجرى مثل تلك الجراحات، وحاول بذل كل ما لديه من عنايه واجبه للوصول الي تعافي المريض وشفائه ولم يقصر فى ذلك.
واوضح حمزة أنه تفاجئ بتشهير العائلة له على صفحات الفيس بوك، وليس اللجوء الى القضاء، مشيرا إلى أن أسماء كل الاطباء الذين تمت استشارتهم فى الحاله قبل وبعد الجراحه متاحه لذوى الشأن، ولكن ذكر أسمائهم على الملأ ليس من حقنا.
جدير بالذكر أن ا.د ياسر حمزة استاذ جراحة الرقبة و الغدد الصماء و السمنة و المناظير بكلية الطب جامعة الإسكندرية، وزميل الكلية الملكية للجراحين ببريطانيا. حاصل علي الدكتوراة من بريطانيا و عمل هناك لبضع سنوات تدرب خلالها علي جراحات المناظير المتقدمة الي جانب الجراحات الدقيقة.