يقدم أطباء نفسيون وقساوسة في روسيا "علاجات" مثيرة للجدل يزعمون أنها تعالج المثليين الجنسيين من ميولهم الجنسية.
وتوصلت "بي بي سي" باللغة الروسية إلى العديد من أشكال العلاج المزعوم، بعد أن مثل عدد من المثليين الرجال في جمهورية الشيشان ذات الأغلبية المسلمة في جنوب روسيا أمام المحكمة، أدى إلى طلب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "استخدام نفوذه لحماية الأقليات"
العلاج بالتنويم المغناطيسى
ويقدم المعالج النفسي يان غولاند، من مدينة نيجني نوفغورود الروسية التنويم المغناطيسى فى علاج المثليين والمتحولين، بعد تمكنه من "شفاء" 78 مثليا، وثمانية متحولين، مستخدما طريقة طورها أستاذه نيكولاي إيفانوف في الاتحاد السوفيتي السابق- على حد قوله-.
وقال غولاند لـ"بي بي سي" إن ذلك "العلاج" يستغرق ما بين ثمانية و18 شهرا، وفترة أطول لدى المتحولين جنسيا، مضيفا "عندما يأتيني مريض أظهر له حالات مماثلة، وكيف كان أصحابها، وكيف أصبحوا،ويشعر بعدها بالأمل في إمكانية أن نساعده، ويفهم حاجته للعلاج."
ويسعى غولاند فى مراحل العلاج الأولىـ "محو" الميل الجنسي لنفس النوع من خلال جلسات تنويم مغناطيسي، وفي المرحلة الثانية يعمل على خلق جاذبية "طبيعية" تجاه الجنس الآخر، مستخدما مزيجا من العلاج النفسي وعلاج الهوية، على أن تتضمن المرحلة الثالثة ممارسة الجنس مع الجنس الآخر.
ويقول يوري البالغ من العمر 40 عاما إنه خضع لـ "علاج" نفسي في أوائل التسعينيات حيث أراد أن يكون "في الطريق الصحيح"، ولكن انتهى الأمر إلى تمزق هويته الجنسية. وقال: "كانت النتيجة دون شك سلبية إن لم تكن مدمرة."
ويعرض الأخوان نيكولاى نكتينكو خدماتهما العلاجية للمثليين في روسيا عبر برنامج علاجي صوتي مدته شهران، ويبلغ سعر الجلسة الواحدة 88 دولارا، معتقدين أن المثلية نوع من الاختلال القهري التسلطي.
العلاج بالماء المقدس
تعرض العديد من المنظمات الدينية في روسيا طرقا مختلفة "لعلاج" المثليين، مثل ما يقوم به القس يفغيني بريسفيتوف، الذي يرأس منظمة البعث البروتوستانية في روسيا، بمساعدة المثليين على "التخلص من" توجهاتهم الجنسية.
ويعتقد القس بريسفيتوف أن المثلية الجنسية تشبه الإدمان، وتعد مؤشرا على "الجوع الروحي"، قائلا "إن المثليين يجدون حريتهم عندما يجدون الرب كأب لهم."
كما تلجأ بعض العائلات الروسية لمؤسسات دينية لـ "علاج" أبنائها، حيث أوضحت ماريا البالغة من العمر 27 عاما إنها عندما كانت تبلغ 13 عاما، كانت أسرتها تأخذها للكنيسة، حيث كانوا يسكبون عليها "الماء المقدس" فقط، ويرددون بعض الصلوات.
وقالت لـ"بي بي سي": "لقد كانوا يجبرونني على الذهاب للكنيسة حيث أبلغت أن انجذابي للنساء مصدره الشيطان، لقد كانوا يغمرونني بالماء المقدس ويجبرونني على شربه، أشعر أنهم دمرونني ذهنيا."
وعلى الجانب الآخر يرفض الأطباء النفسيين الروس كل ذلك، مثل الطبيب النفسي بافيل سوبلوفيسكي الذي يحذر من أن محاولات تغيير التوجه الجنسي بالعلاج النفسي قد تكون مدمرة، وعلى المستوى العالمي، لا يعترف العلماء بوجود "علاج" فعال أو ضروري للمثلية.
وكانت روسيا قد أزالت المثلية الجنسية من قائمة الأمراض النفسية المعترف بها عام 1999 بعد الولايات المتحدة التي فعلت ذلك عام 1973، ومنظمة الصحة العالمية عام 1992.