نجح فريق من العلماء البريطانيين فى كلية إمبريال لندن فى تحديد مواقع جينية جديدة قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لتطور مرض السكر النوع الثانى، ويؤثر مرض السكر النوع الثانى على مئات الملايين من الأشخاص فى جميع أنحاء العالم، كما ارتفعت أعدادهم فى السنوات الأخيرة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تضاعف عدد مرضى السكر نحو أربعة أضعاف فى العقود القليلة الماضية، من 108 ملايين فى عام 1980 إلى 422 مليونا عام 2014 .. ففى الولايات المتحدة، يوجد حاليا 29 مليون شخص مصاب بمرض السكر النوع الثانى، ويعتقد أن 86 مليون شخص سيعانون من المرض.
وشارك فى الدراسة الجديدة، التى نشرت فى المجلة الأمريكية لعلم الوراثة البشرية، الدكتور نيكولاس ماناتيس من قسم علم الوراثة والتطور والبيئة فى جامعة كوليدج لندن، جنبا إلى جنب مع الدكتور توبى أندرو من قسم علم الجينوم فى كلية إمبريال كوليدج لندن من الأمراض الشائعة.. وباستخدام الخرائط الجينية التى وضعتها جامعة كاليفورنيا، فحص مانياتيس وفريقه عينات كبيرة من السكان الأمريكيين من أصل أوروبى وأفريقى، يلخصون 5،800 حالة من داء السكرى من النوع الثانى ونحو 9،700 من الضوابط الصحية.
ووجد الباحثون أن الموقع الجديد - جنبا إلى جنب مع تلك التي سبق تحديدها - تسيطر على التعبير عن أكثر من 266 من الجينات المحيطة بالموقع الجيني للمرض .. فقد تم العثور على معظم المواقع المكتشفة حديثا خارج مناطق الترميز من هذه الجينات، ولكن داخل ما يسمى النقاط الساخنة التي تغير التعبير عن هذه الجينات في الدهون في الجسم.. ومن بين 111 موقعا تم تحديدها حديثا، تم العثور على 93 (أو 84 %) فى عينات السكان الأوروبيين والأمريكيين من أصل أفريقى.
وبعد تحديد الوراثة الجينية، كانت الخطوة التالية هى استخدام تحليل تسلسل عميق فى محاولة لتحديد الطفرات الجينية المسؤولة عن المرض، حيث يحدد رسم الجينات المناطق المرتبطة بالمرض الجينى المسبب للسكرى .. وقد استخدم مانياتيس وزملاؤه تسلسلا عميقا لمواصلة دراسة ثلاثة من السكان عبر السكان بهدف التعرف على الطفرات الجينية. ثم فحصوا عينة مختلفة من 94 أوروبيين يعانون من داء السكرى من النوع الثانى، بالإضافة إلى 94 من الضوابط الصحية.
ووجدت الأبحاث أن الموقع الثالث تزامن مع المناطق الكروموسومية التى تنظم التعبير الجينى، وتحتوى على علامات جينية، وتقدم الطفرات الجينية التى تم اقتراحها لتسبب مرض السكرى من النوع 2.. ويوضح الدكتور وينستون لاو، من قسم علم الوراثة، والتطور، والبيئة فى جامعة أوكل، أهمية هذه النتائج.