تدخين الحشيش والبانجو يسبب مضاعفات عديدة منها فقدان الوعى والاكتئاب والانفصام، وأضرار نفسية عديدة لا تظهر فى بدايات الإدمان ولكن مع الوقت تظهر بشكل يؤثر على الصحة العامة "الجسمانية أو العقلية أو النفسية".
ويقول الدكتور محمد أحمد جمال ماضى أبو العزايم، استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان، إن تعاطى المواد المخدرة كالحشيش والبانجو يصيب الإنسان بانحرافات واضطرابات نفسية بسبب شدة التعبير الانفعالى أو التبلد الوجدانى، ولذا يعانى متعاطو الحشيش والبانجو من قصور فى القدرة على التمييز أو التعرف أو التعبير عن المشاعر الوجدانية ليصاب فى النهاية باختلال الاتزان الحركى والقلق وتلبد الإحساس وعدم القدرة على التحكم فى سلوكياته والفشل الاجتماعى.
ويؤكد استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان فى تصريحات لـ"انفراد" أن نبات الحشيش يحوى العديد من المواد المؤثرة عصبيًا أهمها مادة دلتا 9 وتتراهيد روكنابينول التى تسبب الهذيان والاضطرابات الذهنية والهلاوس والهواجس، لافتا إلى أن تدخين الحشيش أو البانجو قد يُسبب أمراضًا عقلية أو نفسية، لأن أكثر ما ينتج عن تدخينهما هو اضطرابات ذهنية شبيهة بمرض الفصام، فالشخص الذى يتعاطى الحشيش قد يُعرّض نفسه للإصابة بهذه الاضطرابات العقلية المزعجة؛ قد يُصاب بشكوك مرضية شديدة؛ فيشك فى حب أهله له ويُصبح لدية شكوك وهمية عن أن مؤامرات تُحاك ضده أو أن هناك من يُريد إيذاءه وقد يرتكب عملاً إجراميًا دون مبررات.
وتابع أبو العزايم: ليس بالضرورة أن يصاب جميع من يتعاطون الحشيش بهذه الاضطرابات سريعًا ولكن مع مرور الوقت حتى وإن لم يكن هناك أعراض عاجلة، فإن الدراسات بيّنت أن هناك ضمورًا فى المخ يحدث بعد سنواتٍ من التعاطي، وهذا يجعل المتعاطى يُعانى من مشاكل كثيرة فى التفكير والتركيز والنسيان، وكما تختلف قابلية كل إنسان للمرض النفسى، فكذلك الأمر بالنسبة لتعاطى الحيشيش، حيث قد يحدث المرض سريعًا بأعراض مُزعجة مع أول تعاطى أو بعد فترة.
وأوضح أبو العزايم أن أخطر هذه المضاعفات تكمن فى التأثير السلبى للحشيش والبانجو على قدرات الذاكرة والتنبه اللذين يمكنان الإنسان من النجاح فى دراسته وهذا التأثير يؤدى لإصابته بتقليل القدرة العقلية التى تمكنه من النجاح والتفوق وانتزاع احترام الآخرين والاختيار المتميز فى التخصص وتصاعد الانجازات الاجتماعية والدراسية والوظيفية.