كثير من المصريين يعتقدون فى الأعشاب، وأن تناولها يعالج كثيرا من الأمراض رغم تحذيرات الأطباء.
وحذرت الدكتورة ابتهال الدمرداش أستاذ ورئيس قسم الأدوية والسموم بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، من استخدام الأعشاب فى علاج تليف الكبد، دون أن يتوفر لها الأدلة العلمية على الجدوى الطبية لمثل هذه الأعشاب.
وتناشد المسئولين فى وزارة الصحة وعلى رأسهم وزير الصحة وكذلك الإدارة المركزية للشئون الصيدلية التيقظ والانتباه حيال تسجيل المستحضرات العشبية، والاعتراف بها.
وقالت "كثير ما نسمع عن علاج بعض الأمراض المزمنة باستخدام الأعشاب الطبية، ولأننا من الشعوب صاحبة التراث فى استخدام الطب الشعبى، فإن هذه المقولة تلقى رواجا لدينا، ولكن الغريب فى الأمر هو ظهور بعض الشركات التى تعمل على الترويج لمستحضرات عشبية تهدف لعلاج الأمراض المزمنة مثل تليف الكبد دون توفر الأدلة العلمية الثابتة على ذلك.
وأضافت "من الثابت حتى الآن أن هناك بعض الأعشاب الداعمة لوظائف الكبد، وذلك من خلال الأبحاث التجريبية، وبعض الأبحاث الاكلينيكية، ولكن لم يثبت لأى منها القدرة على علاج تليف الكبد على سبيل المثال السيليمارين، والجليسيرهيزين، وكذلك بعض الأعشاب الهندية والصينية، وطبقا للأبحاث المرجعية فى هذا المجال، لا ينصح باستخدام هذه الأعشاب لعلاج تليف الكبد، وخاصة عند مرضى التهاب الكبد الوبائى سى، الذين يعالج بالأدوية الجديدة المضادة للفيروس مثل السوفالدى والهارفونى وغيره، وذلك للأسباب الآتية:
أولا: ضعف الأبحاث الداعمة لهذه النظرية عند تقييم الطرق البحثية المستخدمة فى هذه الأبحاث.
ثانيا: عدم توفر الدراسات الخاصة بأمان أو سمية هذه الأعشاب، وخاصة أن محتوى المستخلص العشبى يختلف بسبب عوامل كثيرة منها على سبيل المثال الطرق المختلفة لاستخلاص الأعشاب.
ثالثا: معظم المستخلصات العشبية تحتوى على عدد كبير من المركبات مما يصعب معها تحديد فاعلية هذه المركبات فى العلاج.
رابعا: ضعف امتصاص بعض المركبات عند استخدامها عن طريق الفم.
خامسا: حدوث تفاعلات أدوية عند استخدام هذه الأعشاب مع أدوية علاج فيروس سى، والتى أثبتتها الأبحاث الحديثة مما يؤدى إلى زيادة سمية هذه الأدوية أو فقدان فعاليتها.