يؤثر الحمض النووى على القدرة على قراءة أفكار وعواطف الآخرين من نظرة عيونهم، فقد كشفت الدراسة – التى نشرت فى مجلة "الطب النفسى الجزيئى" – عن تطوير العلماء فى جامعة "كامبريدج" فى بريطانيا "اختبار معرفى" أطلق عليه اسم "قراءة العقل والعيون" (أو اختصار اختبار العيون)، يشير هذا الاختبار إلى أن الشخص يمكنه أن يفسر بسرعة ما يفكر فيه الآخر أو يشعر به من مجرد النظر فى عيونهم بصور منفردة، كما أظهر أن بعضنا يبرع فى ذلك دون غيره، وأن النساء فى المتوسط الأنجح فى هذا الاختبار مقارنة بالرجال.
وقد نجح العلماء البريطانيون جنبا إلى جنب مع أقرانهم من أستراليا وهولندا، فى التوصل إلى النتائج الحديثة التى توصلت من خلال هذا الاختبار الذى أجرى على 89 ألف شخص فى جميع أنحاء العالم.. وأكدت النتائج أن النساء فى المتوسط يسجلن نتائج أفضل فى هذا الاختبار.
الأهم من ذلك، أكد الفريق البحثى أن جيناتنا تؤثر على أدائنا فى اختبار العيون، وذهبت إلى أبعد من ذلك لتحديد المتغيرات الجينية على الكروموسوم (3) فى النساء المرتبطة مع قدرتها على قراءة "العقل فى العينين".
والمثير للاهتمام أن الأداء في اختبار العيون لدى الذكور لم يكن مرتبطا بالجينات في هذه المنطقة المعينة من الكروموسوم 3 .. كما وجد الفريق نفس النمط من النتائج في مجموعة مستقلة من حوالي 1500 شخص كانوا جزءا من الدراسة على التوأم الطولية بريسبان، فالارتباط الجيني في الإناث هو نتيجة موثوقة.. وتشمل أقرب الجينات في هذا النطاق الصغير من الكروموسوم (LRRN1) (ليوسين ريتش العصبية 1) التي هي نشطة للغاية في جزء من الدماغ البشري يسمى المخطط، والذي ثبت باستخدام مسح المخ للعب دور في التعاطف المعرفي.
وقد وجدت الدراسات السابقة أن الأشخاص الذين يعانون من التوحد وفقدان الشهية تميل إلى تسجيل أقل في اختبار العيون.. كما وجد الفريق أن المتغيرات الوراثية التي تسهم في أعلى الدرجات في اختبار العيون تزيد أيضا من خطر فقدان الشهية، ولكن ليس التوحد. وهم يتصورون أن هذا قد يكون لأن التوحد ينطوي على كل من الصفات الاجتماعية وغير الاجتماعية، وهذا الاختبار يقيس فقط سمة اجتماعية.