تسوس العظام أو النخر أو الالتهاب النكروزى أو الالتهاب الصديدى المزمن للعظام، كلها كلمات تعبر عن معنى واحد وهو تلوث العظام بالبكتيريا والميكروبات فترة تزيد على ثلاثة أشهر.
ويعانى المريض من جرح مزمن يخرج منه إفرازات بين الحين والآخر وربما يصاحبه احمرار أو زيادة فى درجة الحرارة فى بعض الأوقات مع ورم فى مكان الالتهاب.
والالتهاب المزمن يكون نتيجة اختباء البكتيريا فى أماكن لا يصل المضاد الحيوى أو خلايا المناعة إليها وهى الأماكن التى لا يصل إليها الدم مثل العظام الميتة أو وجود أجسام غريبة بالجسم كشظايا أو مسامير وشرائح أو مواد صناعية، ولذلك يكون كثرة إعطاء مضاد حيوى دون تنظيف جراحى لهذه المخابئ وإزالة الأماكن التى لا يصلها الدم مضيعة للوقت، حيث لا يصل المضاد الحيوى لأماكن اختباء البكتريا.
وأسباب هذا النوع من الالتهابات المزمنة قد يكون نتيجة لضعف المناعة كما فى الأطفال حديثى الولادة أو المصابين بالسكر أو الأمراض المزمنة أو استعمال الكورتيزون فترات طويلة .
وقد يكون نتيجة وصول التلوث إلى العظام عبر الدم فى بعض الأطفال أو بسبب تلوث ناتج عن جروح حوادث السيارات أو عدوى أثناء الجراحة.
والعلاج يكون برفع مناعة المريض وقدرة بناء الأنسجة ومعها تنظيف جراحى وإزالة أى مخابئ للميكروبات بجانب تثبيت العظام وبناء عظام حية جديدة تحل محل العظام القديمة.
ومن الطرق الجديدة التى يتم تجربتها حاليًا فى علاج هذه الحالات زراعة أنواع جديدة من المضاد الحيوى ذاتى الامتصاص والذى يستمر لمدة 6 أسابيع فى مكان الالتهاب القديم وأيضًا استعمال النبضات الكهربائية السالبة التى تطرد البكتيريا وتقلل من التصاقها بالعظام.
وهناك طرق أخرى مثل زراعة العضلات وتوصيل الشرايين لزيادة الدورة الدموية فى مكان الالتهاب واستعمال الضغط السالب المستمر والأوكسجين المضغوط وطرق زراعة العظام الجديدة وزراعة الخلايا وطريقة المثبتات الخارجية والداخلية.
ويتجه العلم حاليًا إلى اختراع طرق تكون أكثر فاعلية وفى نفس الوقت أسهل على المريض مثل طريقة تعقيم العظام أثناء الجراحة لمدة نصف ساعة فى حالات الكسور الملوثة ثم زراعة العضلات لتحسين الدورة الدموية مع مثبت خارجى مؤقت لمدة تتراوح بين 4 و6 أسابيع يتم بعدها استبداله بالتثبيت الداخلى، ما يجعل الحياة أسهل على المريض والمضاعفات أقل.