تسبب وباء فيروس الإيبولا، والذى انتشر مؤخرا فى غرب أفريقيا فى وفاة أكثر من 11300 شخص، وكان بمثابة ناقوس الخطر للتحذير من عدم وجود خيارات فعالة للعلاج أو الوقاية من المرض حتى الآن، وهو ما نحتاجه بشدة، خاصة لحماية العاملين فى المجال الطبى والسكان المحليين فى حالة انتشار موجات جديدة من المرض.
ومن جانبه أشار الدكتور أحمد سمير خير الله، المدرس بكلية الصيدلة - جامعة بنى سويف، والحاصل على درجة الدكتوراه فى مجال الميكروبيولوجيا والمناعة من جامعة نوتنجهام البريطانية، إلى أن مضاعفات الإصابة بفيروس الإيبولا تتطور تدريجيًا، حيث يصيب الفيروس أولاً الخلايا البلعمية الكبيرة macrophages أو الخلايا الشجيرية Dendritic cells، ثم يصيب بعدها نوعين من خلايا جهاز المناعة الموجودة فى العقد اللمفاوية والكبد والطحال، وبعد انتشار فيروس الإيبولا فى تلك الخلايا، ينتقل منها الى الدم ويصيب عددًا كبيرًا من خلايا الجسم الأخرى.
وتابع، أن المصابين بالفيروس فى تلك الفترة يعانون من طفح جلدى، واحمرار فى العينين، وآلام فى الصدر وصعوبة بالتنفس والبلع، ومن ثم تتطور الأعراض إلى التقيؤ والإسهال والفشل الكلوى والكبدى، وفى بعض الأحيان إلى نزيف داخلى وخارجى.
وكشفت دراسة جديدة قام بها باحثون أمريكيون، أن الإنترفيرون جاما، وهو دواء مصرح به من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، قد يكون هو الحل الأفضل لمنع العدوى بفيروس إيبولا، بشرط البدء فى تناول جرعات الدواء قبل أو بعد التعرض للفيروس مباشرة.
وأوضح خير الله، أن الإنترفيرون جاما يعيق قدرة الفيروس على إصابة الخلايا البلعمية الكبيرة أو الخلايا الشجيرية للإنسان والفأر على حد سواء، وأن جرعات الدواء إذا ما تم تناولها قبل التعرض للفيروس بـ24 ساعة فإنها تحمى حيوانات التجارب من الإصابة والموت.
والمدهش أنه حتى إذا تم إعطاء الدواء للحيوانات بعد الإصابة بالفيروس فى مدة لا تتجاوز الـ24 ساعة، فإنها تكون محمية تمامًا من الأعراض، وأن طرق الكشف التقليدية لم تعد قادرة على كشف فيروس الإيبولا فى خلايا تلك الحيوانات، وذلك حسبما نشر مؤخراً فى المجلة العلمية "PLOS Pathogens ".