لوحظ سنة 1931 فى الهند أن الخميرة البيرة تعالج الأنيميا, و تم التوصل فى سنة 1941 إلى أن المادة الفعالة فيها ما هى إلا حمض لم يكن معروفا, سمى بحمض الفوليك اشتقاقا من الكلمة اللاتينية فوليام , وتعنى ورقة الخضر.. حمض الفوليك هو فيتامين ب 9 قابل للذوبان في الماء , اشتهر بكونه يقى من الأنيميا, و اليوم أصبحنا ننظر إليه كمنظم للتفاعلات المناعية ويقى من الحساسية .
تم اكتشاف أن نقص حمض الفوليك فى جسد الإنسان يسبب زيادة 40% فى معدلات أزيز الصدر,و زيادة 30% فى الأجسام المضادة التحسسية المناعية,و زيادة 31% فى احتمالات ظهور الحساسية الوراثية,و زيادة 16% فى معدلات الربو, و الجديد أن حمض الفوليك يستطيع أن يوقف تفاعلات الحساسية, و يقلل من أعراض الربو.
معظم الأمهات الحوامل يعرفن أن تناول مكملات حمض الفوليك في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل مهم لتنمية العمود الفقري للطفل , و أظهرت دراسة حديثة فى شهر مايو 2017 , أن هناك فوائد نفسية تعود على الطفل إذا تناولت الأم الحامل حمض الفوليك أول ثلاث شهور خلال الحمل , فلقد تبين أن حمض الفوليك يرتبط بمستويات أعلى من الذكاء العاطفي و مرونة الأطفال . و هذا هام جدا عند الأخذ فى الحسبان أن العواطف توجه كل قرار نتخذه, و تؤثر على صحتنا وعلاقاتنا, و تمتعنا بالحياة ,و تحدد كيفية استجابة الناس لنا.
فوائد حمض الفوليك متعددة منها أنه يمنع التشوهات الخلقية فى الأجنة , وهو هام لنمو الخلايا وتكاثرها خاصة خلال فترات التكاثر السريع مثل الحمل و الطفولة المبكرة , و هام لوظائف الجهاز العصبى والعضلات و القناة الهضمية و القدرة الجنسية , و يزيد من إفراز هرمون السيروتونين هرمون البهجة و السعادة.
حمض الفوليك هام أيضاً لإنتاج البروتينات داخل الجسم , و عمليات التمثيل الغذائى للاستفادة بالأحماض الأمينية, و يساعد فى إنتاج كرات الدم الحمراء,و يزيد من كفاءة الحديد فى الجسم، ويقى حمض الفوليك من الإصابة بسرطان الفم , و سرطان القولون, و سرطان الرئة و سرطان الحوض ,و يحمى من الإصابة بأمراض القلب و مرض الزيهايمر,و هام للجلد و الشعر , و يساعد فيتامين ب 12 فى إنتاج كرات الدمّ الحمراء، وهو هام أيضا لنمو الخلايا و تكاثرها خاصة خلال فترات التكاثر السريع مثل الحمل والطفولة المبكرة , وإنتاج البروتينات داخل الجسم.
نقص حمض الفوليك يسبب خفض إنتاج كرات الدم الحمراء, و ينتج كرات دم حمراء غير مكتملة تتميز بكبر الحجم وقلة الهيموجلوبين, و فقدان الشهية ,و فقدان الوزن , و الضعف العام,و تقرح اللسان و احمراره,و بطء النمو لدى الأطفال , و الصداع , و العصبية الزائدة , و الاكتئاب , و خفقان القلب، أما نقص الزنك يعرقل امتصاص حمض الفوليك.
الوقت الحرج لتكوين الحبل الفقري للجنين يكون من 17 إلى 35 يوما من بداية الحمل , ويسبب نقص حمض الفوليك تشوهات خلقية للجنين وخصوصا عدم انغلاق الحبل الفقري للجنين.
نقص حمض الفوليك يسبب النسيان والتعب , و يزيد من فرص الاكتئاب خاصة لدى الرجال ، وننصح بتناول حمض الفوليك لكل امرأة فى سن الإنجاب.
يؤدى نقص حمض الفوليك خلال الحمل إلى التشوهات الخلقية,و عدم اكتمال العمود الفقرى, و تخلف عقلى , و عيوب خلقية بالقلب , و عيوب خلقية بالجهاز البولي , و نقصان وزن المولود,أو موت الجنين ,أو موت الوليد.
كمية حمض الفوليك التى تتواجد فى جسد الإنسان تتراوح من مجم 11 إلى 28 مجم. واحتياجات حمض الفوليك اليومية : الرضع أول ستة شهور 65 ميكروجرام , الستة الشهور الثانية 80 ميكروجرام , السنة الأولى – السنة الثالثة 150 ميكروجرام , السنة الرابعة – السنة الثامنة 200 ميكروجرام,السنة التاسعة حتى السنة الثالثة عشرة 300 ميكروجرام, بعد البلوغ 400 ميكروجرام,المرضعات 500 ميكروجرام,الحوامل 600 ميكروجرام .
لزيادة الجرعة اليومية من حمض الفوليك بصورة طبيعية يفضل تناول أكثر من مصدر خاصة المصادر غير المطبوخة . بعض الفواكه تعد من المصادر الهامة لحمض الفوليك مثل الباباز و الفراولة , والبرتقال, و الكانتالوب ،و يعد الأناناس و التوت، و الكيوي، و الشمام مصادر جيدة لهذا الفيتامين .
أهم المصادر الغذائية لحمض الفوليك هى الخميرة , و الكبدة و الديك الرومى , و الدجاج و العدس ,و الخضراوات الورقية خاصة السبانخ و الخس , و الفول السودانى و البروكلى و الخبز الأسمر , و الخرشوف و البامية , و القرنبيط و التمر .
يقلل الماء المغلى و تصنيع الأغذية من حمض الفوليك بنسبة 90%. للحفاظ على حمض الفوليك, يفضل الطهى بالبخار, و يفضل الإقلال من حفظ الطعام فى الثلاجات.