قال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس إن هناك العديد من الفوائد الصحية لغمر الجسم بالماء ، موضحا أن الجسم البشرى يستمد حرارته من التمثيل الغذائى بالخلايا،وإذا ظلت الخلايا تنتج حرارة دون أن يفقد الجسم الزائد منها لارتفعت لدرجات عالية وتسببت فى أضرار صحية بالغة .
وأضاف بدران - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن الماء وسيلة لخفض درجة حرارة الجسم عن طريق تحفيز دوران الدم الساخن بالجلد وإفراز العرق والتبخر فى وجود تيار هواء ، والمساعدة فى منع لزوجة الدم ، موضحا أن مخ الإنسان يحتضن جهازا ذاتيا ينظم حرارة الجسم عند معدل ثابت ( ٣٧ درجة مئوية )،ويعرف علميا " بالهيبو ثالمس "يتحكم فى الجهاز العصبى اللا إرادى المسئول عن تنظيم الحرارة وحفظ التوازن الحرارى للجسم ، والاستحمام يعد أكثر السلوكيات البشرية متعة حيث أنه ينشط عملية التبريد الفسيولوجية للجسم التى يقوم بها هذا الجهاز.
وأوضح أن الاستحمام بكافة أشكاله سواء فى المنزل أو العوم فى البحر أو الغوص ، لايساعد جسم الإنسان على الترطيب والتخلص من الشعور بالحر فقط ، لكنه يحسن الصحة النفسية العامة ، ويزيد من مناعة الجسم ويصفى سمومه ويقى من التسمم العصبى ويساعد على التنفس بشكل أيسر ، ويساعد كثيرا فى منع التهاب المفاصل والجلد وآلام الظهر ونزلات البرد والانفلونزا ، مشيرا إلى أنه يساعد أيضا على طرد حمض اللاكتيك بسهولة أكبر مما يكسب العضلات استرخاء ويخفف من أوجاعها وآلامها ، حيث يتسبب تراكمه فى حدوث التشنجات العضلية (الكرامب)٠
ولفت بدران إلى أن الإنسان فى العصر الحديث أصبح عرضة للتسمم العصبي نتيجة للملوثات البيئية ، ومن علامات التسمم
حدوث تغيرات فى التفكير، والإدراك، والمزاج والسلوك ، وصعوبة الخلود إلى النوم ، والاستحمام يمنح المخ أجازة من التفكير والإجهاد لأنه عملية روتينية عادية ، منوها بأن استخدام الماء البارد فى الاستحمام مهدئ للأعصاب ، والماء الدافئ لطيف ومريح ومهدئ للعضلات ، ويفيد فى التخلص من السموم عن طريق فتح المسام ، و يسمح للسموم أن تفرز من خلال العرق، مما يساعد على الصفاء الذهنى وزيادة الاستقرار العاطفى والشعور العام بالسعادة وتيسير الخلود للنوم ويمكن أن يقلل من ضغط الدم المرتفع و يحسن و ظيفة القلب.
وذكر خبير المناعة أن غمر الجسم بالماء سواء فى البانيو أو البحر أو حمام السباحة أو بالغوص يساعد على التنفس بشكل أسهل ، ويكسب العضلات مرونة أفضل ، وينشط الحجاب الحاجز ، ويخفف الضغط على عضلات الصدر ، ويزيد من التخلص من البلغم و إفرازات الصدر والأنف ، ويحسن أداء القلب و الرئتين ، ويضمن نمو أفضل للرئة فى الأطفال.
وتابع أن أيونات الهواء سالبة الشحنة التى يتعرض لها الإنسان بصفة عامة تخفض كيمياء التوتر والقلق وتحسن الأداء ، وتزيد من نشاط الأهداب التنفسية فى القصبة الهوائية والشعب الهوائية للبشر، وتسرع ايصال الأكسجين إلى الخلايا والأنسجة ، مشيرا إلى أنه يمكن الحصول على هواء غنى بالأيونات السالبة عن طريق استنشاق هواء البحر أو النهر ، الإستحمام تحت الدش ، وزيارة شلالات المياه ، و الجلوس بجوار نافورة .
ولفت بدران إلى أن استنشاق هواء البحر الملئ بالأيونات سالبة الشحنة يزيد من هرمون "السيريتونين" هرمون السعادة والانبساط ويقلل من الاكتئاب، ويحسن الحالة المزاجية، ويقلل من الغضب ، وتزيد من تدفق الأكسجين إلى الدماغ ، وزيادة اليقظة، وانخفاض النعاس، وتمنح الجسم المزيد من الطاقة.
وأشار إلى أن الأيونات الموجبة التى تنشأ من أجهزة تكييف الهواء ومصابيح الفلورسنت، والمعدات الكهربائية والكمبيوترات و آلات الطباعة، وأجهزة التليفزيون ومجففات الملابس وألياف السجاجيد والستائر والمفروشات و مجففات الشعر يزيد الفائض منها من الإحساس بالتعب ونقص الطاقة والتوتر والقلق والتهيج ، موضحا أن هذه الايونات التى عادة ما تتشكل فى الطبيعة //من الرياح العاتية والغبار والرطوبة والتلوث //، عبارة عن جزيئات ثاني أكسيد الكربون التي تم تجريدها من الإلكترون ( الجزء السالب فى الذرة ) ، وقد ثبت تأثيرها السلبي على الجسم عندما تزداد فى الهواء ، خاصة بالنسبة للجهازين التنفسي والمناعى ، حيث تعتبر عاملا مساعدا في الإصابة بالربو والشعور بالاكتئاب .
وقال خبير المناعة إن خرير الماء يعد موسيقى للمناعة ، حيث يرتبط سماع أصوات المياه المتدفقة بعملية سيكولوجية وبالاسترخاء والتأمل ويذكر صوت هدير أمواج البحر والمحيطات الإنسان لا إراديا بفترة حمل أمه فيه، عندما كان فى رحمها تحيطه السوائل ، حيث سمع ذلك لأول مرة فى الأسبوع العشرين للحمل وظل هذا الصوت قابعا فى ذاكرته ويريحه كلما سمع ما يضاهه ، مؤكدا أن أول حمام شهدته المجتمعات البشرية كان في مصر الفرعونية ، وأن المصريين القدماء كان لديهم هوس بالاستحمام ، وكثرة غمر أجسامهم بالماء.