ترتفع الرطوبة فى مصر دائمًا في شهري يوليو وأغسطس بسبب منخفض الهند الموسمي المحمل ببخار الماء لتصل نسبة الرطوبة بالمدن الساحلية إلى 90% وبالقاهرة إلى 80%. يوجد حوالي 1%من إجمالي محتوى المياه في كوكب الأرض فى صورة بخار الماء أو السحب أو الأمطار.
الرطوبة الجوية هي كمية بخار الماء الموجود فى الهواء, وهى تزيد من شعور الناس بحرارة الجو , و للأسف نسبة الرطوبة الكلية للكوكب إرتفعت و سترتفع في السنوات المقبلة. الرطوبة تأتي من تبخر المياه من , و تتبخر المياه الأكثر دفئا بسرعة أكبر، ولهذا توجد المناطق الأكثر رطوبة بالقرب من البحر الأحمر والخليج العربى .
تسبب الرطوبة زيادة في الملوثات البيولوجية مثل حشرة الفراش و البكتيريا و الفيروسات و الفطريات و العفونات الجوية و الغبار مما يضر الجسم خاصة الجهاز التنفسي, و معاناة مرضى حساسية الأنف و حساسية الصدر و حساسية الجلد.
عالميا المناطق ذات الرطوبة النسبية أقل من 50 % أقل فى معدلات الربو , و تشير الدراسات الحديثة إلى أن كل زيادة بنسبة 10% في الرطوبة النسبية داخل المنازل ترتبط بزيادة قدرها 2.7% في انتشار الربو.
تزداد أعداد حشرة الفراش بزيادة الرطوبة , و حشرة الفراش هى المسبب الأول للحساسية داخل البيوت . تصل أعداد حشرة الفراش لأعلى معدلاتها عند وصول الرطوبة النسبيه إلى 80 %,و تقل عند إنخفاض الرطوبة النسبيه للنصف . عندما تكون الرطوبة أكبر من 50 % تزداد كمية حشرة الفراش في الهواء, و عند انخفاض شدة الرطوبة لأقل من 50% تموت حشرة الفراش, ونادرا ما تتواجد حشرة الفراش فى المناطق الجافة. تكثر حشرة الفراش فى فصلى الصيف والخريف وتقل فى فصلى الشتاء والربيع, و تتفاقم مع التدخين و الملوثات الجوية و الرطوبة و ارتفاع درجة الحرارة. تزيد مستويات الرطوبة العالية من نسب الفطريات التي تزيد من الربو أيضا.
الهواء الحار عالى الرطوبة يسبب زيادة فوريه مؤقته فى مرضى الربو فى مقاومة المجارى الهوائيه لسريان الهواء,و ضيق الشعب الهوائيه و الكحه و زياده فى إفراز المخاط .
مع ارتفاع درجة حرارة الجو، تتسع الشعيرات الدموية فى الجلد و تزداد كمية الدم الذى يصل لسطح الجلد، ويزداد التعرق للتخلص من الحرارة الزائدة لخفض درجة حرارة الجسم. رطوبة الجو تحدد كمية العرق التي يفرزها الجسم , وكلما زادت معدلات الرطوبة قلت قدرة الجسم على التعرق و وبالتالى لن يبرد الجسم.
تنحفض الأيونات السالبة فى الهواء مع ارتفاع درجات حرارة الجو و ارتفاع الرطوبة,والرطوبة النسبية المثالية للأيونات السالبة تكون من 40-60 %.الأيونات السالبة تجعلنا نتنفس هواء قليل الأتربة و البكتيريا , و تزيد من تدفق الأكسجين إلى المخ, و تعزز الجهاز المناعي ,و تقلل من الشوارد الحرة فى الجسد .
الرطوبة العالية تزيد من الفورمالديهايد فى البيوت , وهو مادة كيمائيه لا لون لها ذات رائحة قوية نفاذه , يعتبر من أكثر مصادر تلوث الهواء داخل المنازل خاصة الجديدة البناء أو التأثيث , حيث يتصاعد من خشب الديكورات و الخشب الحبيبى و ألواح الفوم و المواد اللاصقة المنتشرة فى الآثاث. ينتج الفورمالديهايد أيضا مع الاحتراق غير الكامل للمواد التي تحتوي على الكربون مثل إحتراق الوقود كالكيروسين و الجازولين والغاز الطبيعى و تدخين التبغ و حرق الأخشاب.
ويستخدم الفورمالديهايد في صناعة النسيج خلال التشطيب لجعل الأقمشة أكثر مقاومة للحرارة , و لتحسين خواص تثبيط النار ،و لتظل جافة نظيفة بتحسين القدره على مقاومة المياه و بخار الماء , و لتكون أكثر متانة . كما يستخدم الفورمالديهايد فى المسابك و تحضير الأحبار و إنتاج الصبغات و الفوط الورقيه.
يزداد انبعاث الفورمالديهايد في داخل المباني المغلقه ,و مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة يتحول لغاز مما يهيج العين والأنف و الحلق والجلد و يسبب زيادة تحسس الأغشيه المخاطيه لمسببات الحساسية البيئيه و الصداع . الحساسيه ضد الفورمالديهايد تحدث نتيجة الإستنشاق و تزداد مع الرطوبة وسوء التهويه, و اللمس خاصة مع الملابس الجديده التى تظهر كحساسية تلامسيه على الجلد ,و تراكم العرق و الإحتكاك مع الملابس. للإقلال من مشاكل الفورمالديهايد يفضل التهويه و منع التدخين و مكافحة الرطوبة.
لا داعى لرش المياه أمام المبانى و المحلات فى الشوارع، حتى لا تزداد نسبة الرطوبة فى الغلاف الجوى, ويجب تهوية المنازل خاصة المطابخ والحمامات و أماكن العمل و الأماكن المغلقه يوميا.
فتح النوافذ الأكثر فعالية لإزالة الرطوبة الداخلية ببساطة هو أرخص طرق التهويه . التهويه تفيد فى تجديد الهواء و خفض الرطوبة و درجة الحرارة الداخليه للمبنى و الإقلال من الملوثات خاصة ملوثات هواء المنازل و أماكن العمل .
يراعى تهويه الحمامات و عدم ترك الملابس فيها , و عدم تجفيف الملابس فى داخل المنزل . يفضل استخدام شفاطات الهواء فى المطابخ والمخازن, و استخدام المرواح , و يراعى تصميم فتحات للتهوية عند تعذر وجود شبابيك, مع تنظيف الجدران وطلائها بشكل دوري حتى لا تتجمع عليها الفطريات و العفونات, و صيانة مواسير مياه الشرب والمجارى وإصلاح شقوق المبانى بشكل عام لمنع تسرب المياه للجدران و الأرضيات والأسقف , و تجفيف أرضية المطابخ و الحمامات دوما .