نجح علماء من المعهد الملكي للتكنولوجيا بمدينة "مبلورن" الأسترالية، في تطوير أول أداة تشخيصية للعلامات الأولى للشلل الرعاش قبل ظهور أعراض المرض.
ويعيش أكثر من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم مع مرض باركنسون، وهو ثاني أكثر الأمراض العصبية شيوعا بعد الخرف في أستراليا، وحاليا، لا توجد فحوص مخبرية لمرض باركنسون وعندما يظهر المرض، فهذا يعني أن الخلايا العصبية في الدماغ قد تعرضت بالفعل لأضرار لا رجعة فيها.
واعتمدت الدراسة - التي نشرت في عدد سبتمبر من مجلة "علم الأعصاب" - على سلسلة اختبارات تجرى بواسطة عدد من البرمجيات التشخيصية الجديدة التي طورت من قبل علماء في "المعهد الملكي للتكنولوجيا" في مدينة "مبلورن" الأسترالية، حيث تم تطوير برنامج مخصص لتسجيل كيفية وقدرة المريض على رسم خطوط حلزونية متساوية.
وقال البروفيسور"دينيش كومار"، أستاذ أمراض المخ والأعصاب في "المعهد الملكي للتكنولوجيا" والمشرف على الأبحاث - في بيان - "لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن مرض الشلل الرعاش يؤثر على قدرات الكتابة والرسومات للمرضى، بيد أن الجهود لترجمة هذه الرؤية إلى طريقة تقييم موثوق بها فشلت حتى الآن"، موضحا "تسجل البرمجيات المتخصصة - التي قمنا بتطويرها - كي يقوم الشخص برسم خط حلزوني، ليتم تحليل البيانات التي يشملها الاختبار المنفذ عبر القلم والورق ولوحة الرسم الكبيرة .. ومع هذه البرمجيات يمكننا القول ما إذا كان شخص ما لديه مرض الشلل الرعاش وتحليل شدة حالته، مع معدل دقة 93 %".
وكانت الدراسة قد شملت 62 شخصا تم تشخيص إصابتهم بمرض الشلل الرعاش، لم تظهر الأعراض المرضية على نصفهم فيما ظهرت بعض الأعراض الأخرى والتي تراوحت حدتها ما بين خفيفة إلى شديدة على النصف الآخر .. وقد طلب من المشاركين في الدراسة كتابة جملة، وحروف فردية، وتسلسل من الحروف ورسم خطوط حلزونية.
وقال الدكتور"بونام زام" أستاذ المخ والأعصاب في "المعهد الملكي للتكنولوجيا" :"كان لدراستنا بعض القيود لذا علينا أن نفعل المزيد من العمل للتحقق من صحة نتائجنا، بما في ذلك دراسة طولية حول الخصائص الديمجرافية المختلفة ومحاكمة المرضى الذين لا يتناولون الدواء، لكننا متحمسون لإمكانية تحويل هذه التكنولوجيا البسيطة الاستخدام والفعالة من حيث التكلفة لطريقة تشخيص مرض الشلل الرعاش والآمال التي تحملها لتغيير حياة الملايين في جميع أنحاء العالم".