مع بداية العام الدراسى تحتاج كل أم إلى الاطمئنان على صحة أطفالها، خاصة فيما يخص مجال العين، ومعرفة أهم أمراض العيون المنتشرة فى سن أولادنا فى المدارس، لمعرفة طرق علاجها و كيفية الوقاية منها.
وأوضحت الدكتورة نضار حسن أخصائى طب وجراحة العيون بمستشفى معهد ناصر أن قصر النظر يحتل المرتبة الأولى بين الطلاب فى أمراض العيون ويأتى فى المركز الثانى التهاب الملتحمة و بعدها طول النظر ويليه أخر مرض الحول.
وأشارت إلى أنه نظرا لأن العين فى تلك المرحلة العمرية تتطور وتنمو باستمرار، يكون تأثير الأمراض على العين أشد وقعا وأعمق أثرا عنه مع الكبار الذى تكون العين قد استقر نموها.
الكسل البصرى الأكثر شيوعا
وأوضحت طبيبة العيون فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الكسل البصرى يأتى فى مقدمة الأمراض الأكثر شيوعا وينتج عن التأخر فى تشخيص الأخطاء الانكسارية مثل طول أو قصر النظر والانحراف (الاستجماتزم) وبالتالى عدم علاجها فى الوقت المناسب ما يؤدى إلى التدنى المستمر فى الإبصار.
وأشارت إلى أن قصر النظر عادة ما يبدأ فى الطفولة وتزداد درجته تدريجيا أثناء النمو والمراهقة وتستمر عادة مع اكتمال النمو عند سن الثامنة عشرة وأحيانا بعد ذلك.
قصر النظر يعنى أن المصاب به يستطيع رؤية الأشياء القريبة بوضوح بدون نظارة، لكنه لا يستطيع رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، وكلما زادت درجة قصر النظر يقل وضوح البعيد ويزداد سمك عدسات النظارة المستخدمة.
ولأن الكشف عن الكسل البصرى عند الأطفال قد لا يكون بالأمر السهل بالنسبة للوالدين فيجب اعتماد وسائل الكشف المبكر عنه، الذى يتم عن طريق الفحص الروتينى الدورى لعين الطفل، ومن الأفضل فحص عين الطفل على ثلاث مراحل قبل دخوله المدرسة:
الأولى عند إتمامه السنة الأولى من عمره
والثانية عند السنة الرابعة من عمره
والثالثة قبل دخوله الصف الأول أى عند بلوغه السادسة من عمره.
التهاب ملتحمة العين
وأشارت أخصائى طب العيون إلى أن التهاب ملتحمة العين يحدث نتيجة بكتيريا أو فيروس أو حساسية بالعين، وملتحمة العين هى الغشاء الذى يبطن السطح الداخلى للجفون ويغطى الجزء الأبيض من العين.
ويتميز التهاب الملتحمة بحدوث احمرار شديد بالعين لذلك يسمى ب"العين الحمراء .Red Eye"، وهو مرض معدى حيث يمكن أن ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر، ونظرا للكثافات الطلابية فى المدارس فأن انتشار العدوى بين الاطفال بيكون شديد.
وتشمل طرق الوقاية عدم مشاركة الطفل ادواته الشخصية مع طفل أخر خاصة فوطة الوجه ، والحرص على النظافة لضمان عدم الإصابة بالعدوى، أو نقلها لشخص آخر، فهى تنتقل بسهولة من اليد إلى العينين، وغسل اليدين بعد لمس العنين وغسل العينين بماء فاتر، أو بقطرات الدموع الاصطناعية.
ومن أجل مكافحة الإعاقة البصرية بين أطفال المدارس، أكدت الدكتورة نضار أنه لا بد من إجراء توعية ما بين طلبة المدارس وما بين معلمى المدارس للفئات العمرية التى تتراوح ما بين 6-18 سنة وذلك بهدف التعريف بأمراض العيون المختلفة وكيفية التخلص منها وتجنبها، حيث إن 80 % من أمراض العيون من الممكن تجنبها إذا اتبعنا الطرق الوقائية البسيطة ومنها غسل الوجه عدة مرات يوميا, وعدم لمس العين بالأيدى وزيارة الطبيب بصفة دورية لعمل كشف دورى ولا بد تنظيم مشروع لدورات تدريبية للأمهات والمدرسات لتوعيتهن بالإعاقة البصرية وكيفية التصدى لها والمحافظة على سلامة العين.