هناك أطفال يتأخرون فى المشى أو يمشون بطريقة غير طبيعية ويربط الأهل هذا بنقص الأكسجين المتجه إلى المخ أثناء الولادة أو بعد الولادة فى مراحل العمر الأولى، وفى الحقيقة هذا خطأ علمى لأن به تعميم كبير وعدم دقة.
الاسم الأكثر دقة لهذه الحالات هو الشلل الدماغى وهو مرض ينتج عن إصابة الخلايا المسئولة عن الحركة ووظائف العضلات فى المخ، وهذه الإصابة قد تكون نتيجة نقص الأكسجين الذاهب إلى المخ فى مراحل الطفولة المبكرة أو أثناء الولادة، ويمكن أن يكون لأسباب أخرى مثل حدوث نزيف بالمخ أو التهاب يؤثر على خلايا الأعصاب المسئولة عن الحركة فى المخ.
ويمكن أن يحدث هذا نتيجة نقص مناعة الطفل أثناء وجوده فى الحضانة أو بعض أمراض التنفس أو الدم أو مشاكل أثناء الولادة، وتكون النتيجة أن بعض خلايا المخ تتأثر.
ويجب ملاحظة أن تأثر خلايا الحركة لا يعنى أن هؤلاء الأطفال متخلفين عقليًا أو منخفضى الذكاء، حيث إن 80% من هؤلاء الأطفال ذكاؤهم طبيعى رغم صعوبة الحركة لديهم أو صعوبة المشى أو الكلام.
وفى المراحل المبكرة يجب تقييم هؤلاء الأطفال بواسطة طبيب جراحة عظام الأطفال وطبيب الأعصاب وطبيب الأطفال المبتسرين، وبعد استقرار الحالة يجب المتابعة مع طبيب العظام وأخصائى العلاج الطبيعى.
وإصابات خلايا الحركة فى الشلل الدماغى لها درجات متعددة تتراوح بين المشى غير الطبيعى والتى تصل إلى حد الاعتماد على العكاز أو الكرسى المتحرك فى التنقل.
ومن أهم الأولويات لهؤلاء الأطفال، أن يكون الطفل مستقلاً فى تحركاته ويستطيع أن يخدم نفسه حتى لو كان ذلك باستعمال العكاز، لذلك فالاهتمام بالتأهيل العقلى والحركى والتخاطب مهم جدًا لضمان استقلالية الطفل وقدرته على الحياة دون مساعدة من أحد، خاصة أنه كما وضحنا من قبل أن هؤلاء الأطفال يمكن أن يتعلموا جيدًا ويتطوروا فى التعليم بشرط أن تصبر الأسرة معهم وتساندهم فى رحلة التعليم والثقافة.
وهؤلاء الأطفال يحتاجون فى بعض الحالات إلى التدخل الجراحى لعمل نقل للأوتار أو العضلات أو إطالة الأوتار لتحسين القدرة على المشي، ويتم تحديد نوع العملية المناسبة والوقت المناسب بواسطة طبيب جراحة عظام الأطفال الخبير فى هذا المجال.
وأغلب هؤلاء الأطفال يمكن أن يعيشوا حياة شبه طبيعية بشرط التعاون بين طبيب جراحة عظام الأطفال والأهل وأخصائى العلاج الطبيعى.